هنأ الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أمس السبت، الملاكمة إيمان خليف بعد تأكيدها ميدالية لبلادها ببلوغها نصف نهائي وزن 66 كلغ في أولمبياد باريس.
وقال تبون في منشور على حسابه الرسمي في منصة إكس: “مبروك التأهل إيمان خليف، لقد شرّفت الجزائر والمرأة الجزائرية والملاكمة الجزائرية، وسنقف إلى جانبك مهما كانت نتائجك، بالتوفيق في الدورين القادمين، وإلى الأمام”.
يأتي ذلك بعد حملات شنتها وسائل إعلام غربية ضد خليف التي هزمت نظيرتها الإيطالية أنجيلا كاريني في الدور السابق بعد 46 ثانية فقط من بداية النزال. وسائل إعلام وشخصيات بارزة كالملياردير الأميركي إيلون ماسك، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، وحتى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، شككوا في جنس خليف واتهموها بأنها “متحولة جنسيًا”.
أخذ الجدل حول الحملة التي طالت خليف طابعًا عالميًا وتصدر أخبار أولمبياد باريس، حيث وصف المدافعون عن خليف الحملة بأنها “تمييزية” وبأنها حملة “كراهية وتنمر” لم تتعرض لها لاعبة في الأولمبياد من قبل. لكن خليف التي وجدت نفسها في قلب جدل كبير، تغلبت أمس على المجرية آنا لوتسا هاموري بالنقاط في ربع النهائي، لتضمن على الأقل ميدالية برونزية هي الأولى لبلادها في هذا الأولمبياد، وانفجرت بالبكاء بعد النزال بسبب الضغط الذي وضعتها تحت الحملة الإعلامية.
قالت خليف بعد النزال، والدموع تنهمر منها لقناة بي إن سبورتس: “هذه قضية كرامة وشرف كل امرأة أو أنثى. الشعب العربي كله يعرفني منذ سنوات. منذ سنوات وأنا ألاكم في مسابقات الاتحاد الدولي الذي ظلمني. لكن أنا عندي الله”.
ستلاقي الملاكمة، التي حلت خامسة في أولمبياد طوكيو صيف 2021، التايلاندية جانجيم سوانافينغ المصنفة ثامنة التي أقصت التركية بوسيناس سورمينيلي حاملة ذهبية أولمبياد طوكيو.
قال والد خليف، عمر، بفخر لوكالة فرانس برس من قريتها الجزائرية وهو يظهر صورها وهي صغيرة: “ابنتي فتاة مؤدّبة وقوية، ربّيتها على العمل والشجاعة، وعندها تلك الإرادة القوية في العمل والتدريب”.
أدان رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ ردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي تجاه خليف، وقال يوم السبت: “يبدو أن الجميع في عالمنا يشعرون بأنهم ملزمون بقول كل شيء عن كل شيء، من دون النظر إلى الظروف المعقّدة للغاية في بعض الأحيان”. وأكد أن أي شخص يشكك في الملاكمة الجزائرية يجب أن “يأتي بتعريف جديد قائم على أساس علمي لمن هي المرأة وكيف لا يمكن اعتبار شخصية ولدت وترعرعت وتُنافس وتحمل جواز سفر كامرأة، على أنها امرأة”.
أدانت اللجنة الأولمبية والرياضية الجزائرية “التصرّف غير الأخلاقي” الذي استهدف خليف قبل مباراتها الافتتاحية “من قبل بعض وسائل الإعلام الأجنبية”. وأضافت: “إن هذه الهجمات على شخصها غير أخلاقية وباطلة تمامًا، خاصة وهي تستعد لأهم حدث في مسيرتها الرياضية، الألعاب الأولمبية”.
وصلت الحملة على خليف إلى وراء الأطلسي، حيث قال الرئيس الأميركي السابق والمرشح الحالي دونالد ترامب: “سأبقي الرجال خارج مسابقات السيدات”، فيما شنت رئيسة الوزراء الإيطالية ميلوني حملة على اللجنة الأولمبية لإشراكها خليف، وقالت في وقت سابق: “لا يجب السماح للرياضيين الذين لديهم خصائص وراثية ذكورية بالمشاركة في هذه المسابقات النسائية”.
في مقابل الحملة المسيئة ضدها، سجلت مواقف عربية متضامنة مع الملاكمة إيمان خليف، حيث أكدت مواقع التواصل الاجتماعي دعمها في مسيرتها الرياضية وفي أولمبياد باريس.