“فقد تعرضت أسهم شركة أبل لضغوط كبيرة بعد قرار الحكومة الصينية منع مسؤوليها الحكوميين من استخدام أجهزة آيفون وغيرها من الأجهزة الذكية ذات العلامات التجارية الأجنبية في مكاتبهم، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة “الغارديان”. وقد أثر هذا الإجراء بشكل كبير على أداء السوق المالي.
يأتي هذا القرار بعدما تلقى المسؤولين الصينيين تعليمات من رؤسائهم في الأسابيع الأخيرة، من خلال مجموعات الدردشة أو الاجتماعات في مكان العمل، لعدم استخدام هواتف آيفون وأجهزة أخرى ذات العلامات التجارية الأجنبية. وعلى الرغم من عدم وضوح مدى انتشار هذه الأوامر، فإنها أثرت بشكل كبير على الشركات المعنية.
وتعد الصين واحدة من أكبر الأسواق لشركة أبل الأمريكية، حيث تشكل نحو خمس إيرادات الشركة. وهذا القرار يشير إلى أن بكين تسعى لتجنب الاعتماد على الشركات التكنولوجية الأمريكية وتحفيز الشركات المحلية.
يعتبر هذا الإجراء خطوة استراتيجية من الصين لتعزيز الأمان السيبراني والتقليل من الاعتماد على التكنولوجيا الأجنبية. ويظهر أن الحكومة الصينية تحث الشركات الصينية والشركات الأجنبية على استبدال التكنولوجيا الأجنبية بمنتجات محلية تعتبرها آمنة ويمكن السيطرة عليها.
وعلى الرغم من أن أبل قد امتثلت للقوانين الصينية الصارمة بشأن الحريات الرقمية وأزالت آلاف التطبيقات من متجر التطبيقات الخاص بها بناءً على طلبات المسؤولين الصينيين، إلا أن هذا القرار الأخير يفتح بابًا جديدًا للتوترات بين الشركات الأجنبية والحكومة الصينية.
اقرأ المزيد: طوفان وفيضانات في إسطنبول لم يحدث منذ قبل
يجدر بالذكر أن أبل تعتمد بشكل كبير على الإنتاج والتجميع في الصين، وتمثل الصين مصدرًا لملايين الوظائف من خلال الشركات المصنعة والموردين المتعاقدين معها. ومع تصاعد التوترات بين الصين والولايات المتحدة، يجد المحللون أن هذا القرار يجب أن يلهم الشركات لتنويع سلاسل التوريد الخاصة بها والبحث عن مشترين آخرين، لتقليل اعتمادها على الصين في حال تفاقم التوترات.
وفي نهاية المطاف، يظهر أن العلاقة بين الشركات التكنولوجية الأمريكية والحكومة الصينية تتطور بسرعة، وقد تتطلب استراتيجية جديدة للشركات للتعامل مع هذه التحديات الجديدة في السوق الصينية.”