منذ فترة طويلة تم التحذير من تناول الجبن بسبب احتوائه على الدهون المشبعة التي تعتقد أنها تزيد من مخاطر الأمراض القلبية والسكتات الدماغية. ولكن هل يمكن أن يكون الأمر مختلفًا؟ يعتقد بعض الخبراء أن الهيكل الفريد للجبن وتركيبته الجزيئية يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على صحتنا.
أظهرت الأبحاث الأخيرة أن تناول الجبن بانتظام قد يكون له تأثير إيجابي على صحة القلب، والأمعاء، والصحة العقلية الإدراكية، وقد يحمي أيضًا من مرض السكري من النوع الثاني.
دراسة حديثة نشرت في مجلة Nutrients كشفت أن تناول الجبن بانتظام يمكن أن يساهم في تحسين صحة الدماغ لدى كبار السن. قام الباحثون في اليابان بدراسة أكثر من 1500 شخص فوق سن الستين، وأظهروا أن الذين كانوا يتناولون الجبن بانتظام كانوا يحققون أداءً أفضل في اختبارات القوة العقلية وكانوا أقل عرضة للإصابة بالخرف.
وتشير بعض الأبحاث إلى أن تناول الجبن يحسن صحة الدماغ لكبار السن. بفضل وجود بكتيريا مفيدة مثل Lactobacillus rhamnosus في أنواع الجبن مثل البارميزان والزبادي. يعتقد أن هذه البكتيريا تساهم في تحسين وظيفة الدماغ والذاكرة، مما يمهد الطريق للوقاية من مرض الخرف. البروبيوتيك (البكتيريا الحية النافعة) والذي أظهرته الأبحاث أنه يعيد توازن تركيبة البكتيريا في الأمعاء قد يكون له تأثير إيجابي على وظائف الدماغ.
تلعب ميكروبات الأمعاء دورًا مهمًا في صحة الدماغ من خلال تحفيز الخلايا المناعية التي ترسل إشارات عبر الأعصاب إلى الدماغ. وهناك تأثير مباشر على الدماغ عبر العصب المبهم الذي يربط الدماغ بالأمعاء.
اقرا المزيد:بغرامة خيالية هل هناك أمل للسائق بعد غرامة بقيمة 1.4 مليون دولار؟
يمكن أن يكون الجبن، بالإضافة إلى منتجات الألبان الأخرى مثل الحليب والزبادي، مفيدًا للحفاظ على تنوع الميكروبات في الأمعاء نظرًا لاحتوائه على مجموعة متنوعة من البكتيريا الجيدة. بالإضافة إلى ذلك، الجبن الغير مبستر يحتوي على تنوع أكبر من البكتيريا.
تحتوي الأجبان أيضًا على مستويات عالية من الجزيئات المضادة للالتهابات مثل الأولميد وديهيدروجستيرول، وهي مفيدة للصحة العامة. يعتقد البعض أن الجبن يمكن أن يقلل من امتصاص الكوليسترول من الأمعاء، ولكن هذا لا يمنعه من تحقيق فوائد صحية للدماغ والقلب.
بالتالي، يبدو أن الجبن قد يكون له دور غير متوقع في تحسين صحتنا، وربما يكون له تأثير إيجابي على صحة القلب والأمعاء والصحة العقلية الإدراكية. يجب مع ذلك تناوله بشكل معتدل ضمن نظام غذائي متوازن.”
