تشتهر مصر بأسواقها المتنوعة، والتي تكون محددة بأيام معينة وفق كل قرية ومدينة، إلا أنه في محافظة الجيزة يوجد سوق يزوره الآلاف من الأشخاص يوم الجمعة على الرغم أن سلعته هي “الحمير فقط انه (سوق الحمير).
حيث يسارع المزارعون و”العربجية” وتجار الحمير صباح كل جمعة إلى السوق بمنطقة البراجيل شمالي الجيزة، وتمتلك شهرة واسعة بين من يرغب ببيع أو شراء الحمير.
أقيمت السوق على مساحة فدان ونصف الفدان وتتسع ما يقارب 1000 رأس من الحمير وبعض الخيول، وقد أنشئ السوق قبل 50 عاما وفق قول بعض العانلي بها.
وقت الذروة وعمليات البيع والشراء تكون عند تمام السادسة صباحا
حيث ترتفع الأصوات، ويقف البائع على كل شادر يصفق وينادي، حتى يجذب الزبائن إلى البضاعة التي يصفها بعبارات مثل أجمل أنواع الحمير، أو حمير ذات أصل “متربية على الغالي”، “تعالى خد حمارك وهتشوف الفرق بين أرضك وأرض جارك”
عند الدخول إلى السوق ترى الحمير مصطفة على اليمين والشمال، وكل منها له لون وعمر وحجم وسعر، ويتنافس أصحابها في تقديم أسعار للفوز بعمليات البيع قبل طلوع الشمس.
ويكتظ السوق ما بين راغبي الشراء والسماسرة وخبراء متخصصين في عملية تقييم السعر العادل وحقيقة سن الحمار ويستعين بهؤلاء الخبراء من جاء السوق للشراء للمرة الأولى ويخاف أن يتم النصب عليه.
والخبرة هنا ليست وليدة دراسة في مدراس أو جامعات، إلا أنها ممارسة عبر حضور عمليات بيع وشراء للحمير على مدى عشرات السنين، و يتكسب الخبير من ورائها 50 جنيها لكل عملية بيع تتم يقوم بدفعها المشتري.
أسعار الحمير تتباين من 800 جنيه لتصل إلى 4 آلاف جنيه، وتنوع الأسعار يرضى جميع الشرائح حسب قدرة كل شخص
وعلى الرغم من أهمية الحمار الذكر لقيامه بالأعمال الشاقة مثل جر العربات و الحمولات الكبيرة، إلا أن الأنثى هي الأغلى ثمنا لأنها لا تتعب ولا تأكل كثيراً ويكثر الطلب عليها من قبل الفلاحين، بخلاف ذكر الحمار الذي يعمل بشكل بطيء وكثير النشوذ والرفس.
ويتباين السعر حسب عمر الحمار وقوة البنية، حيث معرفة ذلك من خلال “فحص الأسنان” وهذا الأمر يحتاج خبرة كبيرة، بالإضافة لضرورة التأكد من عدم وجود جروح في جسم الحمار خلال عملية البيع أو الشراء.
تتم عمليات التجارة في السوق تحت رقابة المجلس المحلي للقرية، وهو المسؤول عن وضع أسعار للسوق، ويكسب 5 جنيهات عن كل عملية بيع أو شراء، بحسب أقوال تجار السوق.
وعملية بيع أو شراء الحمير تتم داخل السوق عبر ورقة تشبه التعاقد حفاظا على الحقوق.
منبع الحمير القوية صعيد مصر، حيث يرعاها أصحابها ويهتمون بأكلها ، مما يجعل الصعيد مقصدا للتجار يشترون الحمير الجيدة من هناك ويذهبون بها لسوق البراجيل لبيعها وتحقيق مكاسب مادية.
الدخول إلى السوق مجاني بدون رسوم إلا أن خروجه منها،يكلف 5 جنيهات كرسوم استخدام لمرفق من مرافق القرية.
اقرأ:اعتقال شاب في مصر انتحل صفة طبيب نساء وتوليد لـ10 سنوات
وبهدف شراء لوازم الحمير أو الخيول يوجد في السوق منطقة مخصصة لبيع إكسسوارات وزينة الحمار من “بردعة ولجام”، وكذلك “حلاقون” يقومون بعمل قصات مميزة تعطي جمالا لشكل الحمير قبل أن يعود به مشتريه إلى بيته، مقابل 10 جنيهات للقصة.
اقرأ المزيد:إجبار طفلين توأمين “5 أعوام” على الزواج من بعضهما
وكحال كافة أسواق العالم التي تأثرت بفيروس كورونا، فإن سوق الحمير في الجيزة تأثرت هي أيضا من تداعيات الفيروس ، حيث باتت تعاني ركودا كبيرا لدرجة أدت لخفض الأسعار بشكل كبير وصل إلى 500 جنيه في بعض الأحيان من أجل الحفاظ على استمرار حركة البيع والشراء بالسوق وعدم توفقها بشكل كامل.
ميديانا – وكالات