اخبار

سوريون في الشتات يرسلون رسالة إلى السيد غوتيريس

ارسل اليوم الاثنين عدد من السوريين في المهجر رسالة إلى السيد “أنطونيو جوتيريس” الأمين العام للأمم المتحدة، لما يجري من معاناة للسوريين في المخيمات. 

 

حملت الرسالة المضمون التالي

 

 

السيد أنطونيو جوتيريس

الأمين العام 

الأمم المتحدة

نيويورك 

 

نظرًا لأن ملايين الأطفال السوريين وعائلاتهم لا يزالون يعيشون في مخيمات اللاجئين في موسم العطلات هذا ، نود أن نعرب عن استيائنا من استجابة الأمم المتحدة غير الكافية لحمايتهم ورعايتهم.

لقد فقد هذا الجيل من الأطفال اليائسين أي أحلام بحياة أفضل وهم يشاهدون عجز العالم بأسره بينما يواجه أيضًا وحشية نظام الأسد وداعميه الإيرانيين والروس – الذين تستمر جرائمهم ضد الإنسانية وجرائم الحرب دون عقاب.

لم تلتزم الأمم المتحدة ووكالاتها المختلفة بميثاقها ، وفشلت في دعم القانون الدولي. يبدو أن الأمم المتحدة استُخدمت كغطاء سياسي واصل تحته نظام الأسد مع الإيرانيين والروس جرائمهم ضد السوريين. 

ندعو السيد غير بيدرسون إلى الاستقالة من منصب المبعوث الخاص لسوريا. تم تعيين السيد بيدرسون في عام 2018 كمبعوث خاص على أمل إحلال السلام في سوريا بعد 7 سنوات من الحرب. كان من المفترض أن يقود السيد بيدرسون جهود الأمم المتحدة لتسهيل التوصل إلى حل سياسي شامل وذي مصداقية يلبي مطالب وتطلعات الشعب السوري. فشل السيد بيدرسون في إيجاد آليات لتحقيق بيان جنيف الذي أيده قرار مجلس الأمن رقم 2118 وكذلك قرار مجلس الأمن رقم 2254 في عام 2015.

خلال فترة ولايته ، تحولت عملية التفاوض بين الداعمين الرئيسيين لنظام الأسد والمعارضة إلى إدارة اللجنة الدستورية. طرحت الحكومة الروسية في سوتشي فكرة تشكيل اللجنة الدستورية. من خلال تأمين دعم الأمم المتحدة للجنة الدستورية بنجاح ، تمكن الروس من تقليص المفاوضات المتعلقة بالانتقال الرباعي المتصور في قرار مجلس الأمن رقم 2254 – والذي يشمل كما تعلمون الحكم والدستور والانتخاب ومكافحة الإرهاب. لقد مرت الآن 3 سنوات ، وكما هو متوقع ، لم تحقق هذه الخطة أي نتائج ملموسة فيما يتعلق بعملية إصلاح الدستور أو دستور جديد في سوريا.

من خلال الحفاظ على العملية التي تقودها الأمم المتحدة بشأن دعم الحياة من خلال اللجنة الدستورية ، اشترى مؤيدو الأسد الوقت لخلق حقائق على الأرض من خلال الهجوم العسكري دون الاضطرار إلى الخوف من ضغوط سياسية أكبر من المجتمع الدولي.  

فشل السيد بيدرسون في التحلي بالشفافية مع الشعب السوري لأنه لم يحقق أي نجاح في إلزام النظام السوري باتباع خارطة طريق ضمن إطار زمني محدد كما هو مفصل في المادة 4 من قرار مجلس الأمن رقم 2254. ، 13 ، 14 من قرار مجلس الأمن 2254 الذي دعا إلى إطلاق سراح المحتجزين تعسفيًا ، وخاصة النساء والأطفال الذين لا يزالون يتعرضون للتعذيب والقتل على أيدي الحكومة السورية. ولم يكشف عن رفض وفد النظام السوري الالتزام بالبروتوكول أو إبعاد النظام السوري بشكل عام عن اللجنة. لم يقم السيد بيدرسون بتجميد اللجنة الدستورية أبدًا أثناء الهجمات العسكرية ولم يوضح أبدًا أن استئناف المناقشة الهادفة سيكون مشروطًا بوقف إطلاق النار.

 لتحقيق الانتقال السياسي من خلال اللجنة الدستورية بمثابة “أعمال دعائية” متقطعة لم تسفر عن أي نجاح ملموس ، مع تقديم معلومات مضللة بأن الحل السياسي جار. 

يواصل السيد بيدرسون إخفاء عدم إحراز تقدم والذي ربما يعطي انطباعًا عن غير قصد بأن العملية السياسية مستمرة. بفعله ذلك يفقد مصداقيته في عيون السوريين ويصبح شخصا غير لائق لإتمام مهمته.

معالي السيد أنطونيو غوتيريش

الأمين العام للأمم المتحدة

نحن سوريون في الشتات وفي مخيمات اللجوء والنزوح:

نود أن نهدي إليكم أجمل تحياتنا وأمنياتنا الطيبة بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة، ونبين لكم الآتي:

1- يقبع ملايين الأطفال والبالغين السوريين في مخيمات النزوح واللجوء في سوريا ودول الجوار في البرد والصقيع في أعياد الميلاد المجيد في ظل عدم الاستجابة الكافية من مؤسسات الأمم المتحدة المختلفة في حمايتهم وتأمين الرعاية لهم.

2- إن هؤلاء الأطفال لا أحلام لهم ولا أمل يراودهم في مستقبل أفضل وهم يرون العالم أجمع يقف عاجزا أمام حمايتهم من بطش وقصف النظام الاستبدادي المجرم في دمشق وحليفيه الروسي والإيراني الذين ارتكبا مع نظام بشار الأسد جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية لا يمكن تجاوزها أو غفرانها من دون محاسبة جادة ومسؤولة.

3- إن الأمم المتحدة ومؤسساتها المختلفة -التي لم تنهض بحماية مبادئها وقيمها وقوانينها ولم توفر الفعالية اللازمة لمبدأ المسؤولية عن الحماية الذي أقرته عام 2005 – باتت للأسف تشكل غطاء لاستمرار نظام بشار الأسد و روسيا وإيران في ارتكاب جرائمهم.

4- إن تفويض وولاية المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة تلزمه بالبحث عن آليات تنفيذ بيان جنيف لعام 2012 المؤيد بقرار مجلس الأمن رقم 2118 وبالقرار رقم 2254 لعام 2015، لكن وللأسف نجد أن السيد غير بيدرسون قد تجاوز حدود ولايته وتفويضه وذلك بتحوله لأشبه بمبعوث روسي يقوم فقط بتيسير أعمال اللجنة الدستورية التي انبثقت عن مؤتمر سوتشي الذي دعت له ورعته روسيا الاتحادية بهدف تعطيل مسار الحل السياسي الدولي كما نص عليه بيان جنيف والقرارات الدولية ذات الصلة.

5- لقد فشل السيد بيدرسون في توفير الحد الأدنى من الشفافية المطلوبة في مهمته كما أنه لم يستطع تحقيق أي نجاح في إلزام النظام بالسير وفق خطة عمل ذات إطار زمني واضح كما نصت عليه الفقرة 4 من ال قرار2254، ولم يستطع إلزام النظام بتطبيق الفقرات 12 و13 و14 من القرار 2254 والتي تنص على ضرورة الإفراج عن المعتقلين الذين يعانون العذاب والألم والموت على يد نظام بشار وميليشيات إيران.

6-  لقد تحولت مسيرة الحل السياسي تحت إدارة السيد بيدرسون إلى مجرد اجتماعات استعراضية تتم على فترات متقطعة، من دون احترام لقواعد الاجتماعات التي لا يعترف النظام أصلا أنه يشارك بها، بل يكتفي بالقول أن الوفد الذي يرسله لهذه الاجتماعات مدعوم من قبله ولا يمثله، وهذا يعني من الناحية العملية أن المسار السياسي متوقف إذ لا وجود لعملية تفاوضية ولا لوفود تتفاوض ضمن جدول أعمال وإطار زمني محددين، ورغم هذه الحقيقية يساهم السيد بيدرسون بالتضليل الذي يمارسه النظام عبر التغطية على هذه الحقائق البسيطة والادعاء أن هناك مسارا سياسيا نشطا.

6-  لقد تحولت مسيرة الحل السياسي تحت إدارة السيد بيدرسون إلى مجرد اجتماعات استعراضية تتم على فترات متقطعة، من دون احترام لقواعد الاجتماعات التي لا يعترف النظام أصلا أنه يشارك بها، بل يكتفي بالقول أن الوفد الذي يرسله لهذه الاجتماعات مدعوم من قبله ولا يمثله، وهذا يعني من الناحية العملية أن المسار السياسي متوقف إذ لا وجود لعملية تفاوضية ولا لوفود تتفاوض ضمن جدول أعمال وإطار زمني محددين، ورغم هذه الحقيقية يساهم السيد بيدرسون بالتضليل الذي يمارسه النظام عبر التغطية على هذه الحقائق البسيطة والادعاء أن هناك مسارا سياسيا نشطا.

7- نود أن نذكر أن قرار مجلس الأمن رقم 2118 لعام 2013 قد نص في فقرته الحادية والعشرين على اتخاذ إجراءات بناء على الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة في حال خرق النظام لأي بند من بنود هذا القرار، وعلى الرغم من ارتكاب النظام لعشرات الخروقات لهذا القرار ولا سيما تكرار استخدامه السلاح الكيماوي وتعطيله للحل السياسي وفق بيان جنيف اللحق الثاني في هذا القرار، فإن السيد بيدرسون بتصريحاته المضللة ما زال يوحي بأن العملية مستمرة وذلك لتجنيب النظام تبعات تعطيل منظومة الحل السياسي ولهذا فإنه يفقد صفة الحياد اللازمة ويغدو شخصا غير مناسب لإكمال مهمته.

8- لقد استطاع النظام وروسيا وإيران إضاعة بوصلة الحل السياسي عبر أعمال اللجنة الدستورية التي ما تزال وبعد عامين من تشكيلها تناقش أساسيات عملها، الأمر الذي يثبت أن تشكيلها وآليات عملها وُجدت لاستهلاك الوقت وتعطيل آليات الحل لاستكمال النظام وحليفيه الروسي والإيراني للحل العسكري الذي قرروه منذ بداية اندلاع الثورة السورية وما يزالون يسيرون في نهجه، وإن عدم اتخاذ موقف فعال من قبل المبعوث الدولي الخاص بتحديد جهة التعطيل وتحميل المسؤولية لها يجعل منه متواطئا في خطة عمل النظام وروسيا وإيران، أيا كانت نواياه -تجاه الحل في سورية- طيبة.

9- لقد آن الأوان لتظهر الأمم المتحدة عزمها و تصميمها على الوقوف مع أطفال سورية ومع الشعب السوري ولتظهر لهم وللأجيال القادمة ولكافة شعوب العالم أنها أمينة على مبادئها وعلى القانون الدولي ومنظومة العلاقات الدولية، وأنها لن تعمل لتأمين أي غطاء للمجرمين والقتلة يستطيعون من خلاله الإفلات من تحمل المسؤولية السياسية والتبعات القانونية عن جرائمهم المستمرة.

مع كل الاحترام والتقدير

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى