تقارير

“طه غازي” يجيب لـ “ميديانا”: حول بصيص أمل عودة المعلمين السوريين إلى سلك التعليم

بعد شهرين تقريباً على افتتاح المدارس، في تركيا، مايزال المعلمون السوريون، بدون “عمل” لاسيما وبعد أن أبعدت التربية التركية أكثر من 12 ألف معلم سوري من سلك التعليم لأسباب ماتزال مجهولة وبدون تصريح حكومي رسمي إلى الآن.

وعقب الجدل الكبير الذي أحدثه قرار، الاستغناء عن 9 آلاف مدرس سوري، والإكتفاء فقط ب 3 آلاف لأنهم مستوفون جميع الشروط المطلوبة التي وضعتها التربية التركية بين ليلة وضحاها، وتشمل حملة الشهادات الجامعية وشهادة في اللغة التركية B1 كحد أدنى، قامت الهيئة التربوية السورية برفع دعوى قضائية بوجه التربية “التركية” في أنقرة.

وحول هذه القضية أجرت وكالة “ميديانا” حواراً خاصاً، مع الأستاذ “طه الغازي” رئيس الهيئة السورية التربوية، رداً على سؤال حول آخر التطورات في قضية المدرسين السوريين.

أكد “طه غازي” أنه على الرغم من مرور ما يقارب الشهرين على افتتاح المدارس في تركيا، إلا أنه لم يتم تعيين أي مدرس سوري حتى هذا اليوم .

لمتابعة آخر الأخبار اشترك بقناة #التليغرام t.me/mdiaena

وأضاف “غازي” أنه عقب صدور قائمة تتضمن تعيين ثلاثة آلاف، مدرس سوري من حملة الشهادة الجامعية وامتلاكهم لوثائق إتمامهم للمستوى الثالث في اللغة التركية B1، لم يتم تعيين أحد أيضاً.

وحول التحركات واللقاءات التي قامت بها الهيئة الادارية في هذا الصدد قال “الغازي” لقد قمنا بالتواصل مع التربية التركية ومؤسسة تعليم مدى الحياة في اسطنبول الاستاذ جلال الدين.
بالاضافة تواصلنا مع الاستاذ جمال أبو الورد الذي أوصل بدوره شكوانا لمقام الرئاسة التركية،
وبين الأستاذ غازي: لقد كانت لنا تواصلات مع كافة فروع التربية التركية.

وفي جوابه عن سؤال: هل تم تعيين الثلاثة آلاف مدرس تم ورود أسماؤهم في القائمة؟

أشار الغازي، إلى الآن لم يرد أي قرار يحدد زمن مباشرتهم في وظائفهم بالإضافة لما تبقى من المدرسين الذين عددهم تسعة آلاف والمجموع الكلي مايقارب ١٢ألف فالتسعة آلاف لاتوجد أي مشاريع بخصوصهم ومازالت المساعي جارية سواء”من قبل الهيئة أو من الزملاء بشكل إفرادي للوصل إلى تسوية تضمن حقوق المدرسين.

وأكد “طه غازي” أن فصل حوالي ١٢ ألف مدرس من عمله، يعني بقاء اثني عشر ألف عائلة بدون دخل، مما تسبب في آثار سلبية من الناحية الاجتماعية والاقتصادية.
وتابع “الغازي” من بين الاثني عشر ألف مدرس هنالك زميلات زوجات شهداء معيلات لأسرهن و زميلات أرامل وزميلات معيلات لأنفسهن منفصلات عن أزواجهن لدينا أيضا”زملاء كبار في السن تجاوزت أعمارهم الخامسة والخمسين عاما”

وأردف الغازي، للأسف الشديد عندما تم فصل هؤلاء لم يبق لهم أي معيل أو أي مردود مادي يعينهم في حياتهم
وأضاف ، إن قسماً كبيراً من المعلمين بدأ بالتفكير بشكل جدي بالعودة لسوريا رغم ظروف الحرب. وقسم منهم غادروا إلى أوروبا عبر الحدود اليونانية.

أما القسم الأهم بات مضطراً إلى إخراج أولادهم من المدارس وزجهم في سوق العمل وخاصة المدرسين كبار السن الذين تجاوزت أعمارهم الخمسة وخمسين سنة.

بالإضافة أن المدرسين بهذه الفترة فترة الكورونا وفي فترة تأزم حالة البطالة لدى المجتمع وصعوبة إيجاد فرصة عمل غير التعليم، وهذه الجوانب للأسف الشديد كان لها التأثير السلبي على حياة كل أسرة من المعلمين السوريين.

وتطرق بالحديث حول الحلول لعودة المعلمين إلى سلك التعليم، أوضح أنه لابد من إيجاد جهة داعمة تساعد المدرس السوري على الاحتفاظ بما تبقى له من بعض القيم الحياة الكريمة كلاجئ في تركيا.

وفيما يخص الدعوى القضائية التي رفعها الغازي بشكل شخصي على كل من التربية التركية ومنظمة اليونيسف
أوضح الغازي، لقد كانت الدعوى بالتنسيق مع منظمة ( öHd ) كانت الغاية منها توضيح واستخدامها كورقة ضغط على التربية التركية واليونيسف.

لأننا نلاحظ في مشروع (PICTES) هنالك المدرس التركي والمدرس السوري فلماذا تم فصل المدرس السوري وبقي المدرس التركي.

واستطرد “غازي” بالحديث، كانت ردود التربية في الفترة الماضية لايوجد حزم مالية كافية لإستمرارية مشروع الـ “بيكتس” ولكن السؤال الذي يتبادر إلى ذهننا لماذا بقي المدرسون الاتراك لماذا تحسنت ظروفهم المادية؟ .

اقرأ المزيد: الأستاذ “طه غازي” يطرح مقترحات لحلّ مشكلة المعلمين السوريين في تركيا

قال غازي، أنا شخصياً، رأيت خلال السنتين الماضيتين حزماً مالية كبيرة جداً، خصصت لملف تعليم اللاجئين السوريين كأطفال في تركيا وبما أن المدرس السوري جزء من العملية التربوية أين ذهبت تلك الحزم ؟
وعن التأملات المتوقعة في الفترة القادمة وهل من زيارات ولقاءات للهيئة؟

أجاب السيد طه الغازي:
في الفترة القادمة لنا لقاء مع السيدة (İpek miscioğlu) نائبة مدير مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وسنقدم لهم تقرير كامل عن واقع المدرسين السوريين.

ونوه الغازي لقد طرحنا كهيئة تربوية سورية قضيتنا على كافة الاطراف المعنية بقضيتنا الحكومية متمثلة بالوزير ونائب الوزير وسياسياً متمثلة بشخصيات سياسية واجتماعية وأكاديمية كمدرسين أكادميين بالإضافة للقائنا برئيس الهلال الأحمر التركي ولم تبق جهة في تركيا حتى الاعلام التركي إلا وتم إبلاغهم بالواقع المزري للمدرسين السوريين لكن للأسف إلى الآن لا توجد أي نتيجة ولا يوجد أي بصيص أمل لتوضيح واقع المدرسين.

اقرأ المزيد:الأستاذ “حسن طيفور” يتحدث عن آخر المستجدات في قضية المعلمين السوريين

وبشكل شخصي إنني أرى ان هذه السياسة والتي تتم نتيجة تفاهمات سياسية إقليمية خاصة بالحالة السورية إلى الضغط على اللاجئين السوريين في دول الشتات وإلزامهم وإجبارهم على العودة إلى سوريا وهذا ماتؤكده المنهجية المتبعة أحياناً في سلخ الهوية الوطنية عند الطالب السوري وخاصة عندما نقارن في واقع المدرس السوري في تركيا وواقع المدرس في الريف الشمالي حيث نرى واقع اضرابات المعلمين في الريف الشمالي مع ملاحظة أن المستهدف هو المعلم السوري في الداخل والخارج.

ميديانا – هدى بلال

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى