اخبار

كارثة:النظام السوري يغلق المستشفى المجاني الوحيد أمام مرضى القلب

كارثة أمام المواطن السوري، وذلك بعد أن حول النظام السوري المستشفى الوحيد لاستقبال مرضى القلب بالمجان، إلى مستشفى خاص لأمراض فيروس كورونا، مايعني أصبح أمام المواطن السوري عبء كبير جداً حتى يستطيع أن يدفع أجرة عملية قلب.

وكان القرار الحكومي في سوريا المعني بإجراءات التصدي لوباء كورونا، جاء خلال اجتماعه برئاسة رئيس الوزراء حسين عرنوس، تحويل مشفى جراحة القلب في دمشق لاستقبال مرضى فيروس كورونا.

وبعد أن اتخذت حكومة النظام السوري، قرارا بتحويل مشفيي: جراحة القلب، والشرطة، إلى متخصصة باستقبال مرضى كورونا فقط، وهو ما أثار تساؤلات لدى الكادر الطبي، والمرضى، خاصة أن الآلاف ينتظرون على قائمة دور تمتد لستة أشهر في مشفى جراحة القلب.

وخاصة أن عمليات القلب في سوريا من الأكثر تكلفة، وتعادل أجور عملياتها أضعاف وسطي الأجور في ظل الأوضاع الراهنة من تدهور الدخل، وقد تصل إلى أرقام “فلكية” في المشافي الخاصة (بين 10 إلى 20 مليون ليرة حسب بعض التقديرات)، وحتى في المشافي الحكومية فإنها تعادل أجور موظف لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات. (وسطي الأجور 50 ألف ليرة).

وقال مدير مشفى جراحة القلب “حسام خضر” موقع روسيا اليوم RT: إن القرار اتخذه الفريق الحكومي المعني بالتصدي لكورونا، وأعضاء الفريق لديهم نظرة أشمل، فهناك مريض بحاجة عناية، وآخر بحاجة عناية أشد، وقال إن ثمة دولا أغلقت أنشطة واتخذت إجراءات لمواجهة كورونا، و”أكيد الفريق المعني الحكومي الصورة أوضح لديه، ونحن جزء من المنظومة الصحية”

وأضاف  مقد تكون للقرار بعد فترة سلبيات أكثر من إيجابياته، أو العكس وهذا ما لا نستطيع أن نحكم عليه في اللحظة الراهنة، وأضاف أن الإجراء مؤقت، ورهن بتطور الإصابات بكورونا.

وبخصوص  المرضى الذين ينتظرون على الدور، قال إنه يمكن تحويلهم إلى مشاف أخرى كمشفى الأسد، أو الباسل، المتخصص بأمراض القلب، وأشار خضر إلى أن الأطفال خارج المعادلة إذ أن علاجهم سيبقى متواصلا في مشفى الأطفال.

وحول المرضى الآخرين يقول إن ثمة تصنيفات منها الإسعافي، وهذا يُقبل فورا، ويحضر للعمل الجراحي، وهناك مريض وضعه عاجل، يحتمل أسبوعين أو شهرا، وهذا يمكن أن يراجع المشافي الأخرى، و”حسب توصيات الفريق الحكومي يجب أن يستقبلوه”، وهناك مريض حالته باردة ويمكن أن تحتمل تأجيلا، هذا ممكن أن ينتظر ومشفى جراحة القلب سيعود إلى العمل ربما أسبوعا أو اثنين أو شهرا.

ولكن حتى في المشافي الحكومية يجب على المريض أن يدفع وبأرقام كبيرة؟ يقول خضر إن تكلفة العملية في مشفى الباسل بحدود 300 ألف ليرة، وهذه العملية تكلفتها في المشافي الخاصة بحدود 8 ملايين ليرة.

وبدوره قال جراح القلب “فادي محمود” إن المشفى هو الوحيد المجاني في البلاد، وتجرى فيه عمليات نوعية تتراوح تكلفتها في المشافي الخاصة بين 10 إلى 20 مليون، كما تصل أجرة عملية توسيع الشبكات إلى 4 ملايين ليرة، لشبكة واحدة، وفي حال الشبكتين قد تصل إلى 7 ملايين ليرة، وفقاً للموقع روسيا اليوم.

وتابع، على الرغم أن الأجور في المشافي الحكومية أقل، كما يضيف، إلا أنها تبقى تشكل عبئا على كثيرين.

تلك العمليات كما يقول محمود يقدمها مشفى جراحة القلب مجانا، وحتى في القسم الخاص فيه (الذي تُجرى عملياته يومي الجمعة والسبت) فإن ما يدفعه المريض أقل من المشافي الأخرى وحتى الحكومية.

وعلى ذلك يقول إن المشفى ملجأ للمرضى الفقراء غير القادرين على إجراء عمليات قلب لا في المشافي العامة المأجورة ولا في المشافي الخاصة.

ويقول طبيب لم يرغب بذكر اسمه لـ RT إنها ليست المرة الأولى التي تتم فيها محاولة إغلاق المشفى أمام مرضى القلب، ويشير إلى أنه أثيرت منذ فترة مسألة إغلاق قسم الأطفال في المشفى، وعمليات جراحة قلب الأطفال هي الأكثر دقة وهي أيضا الأعلى تكلفة، وقد تصل أجورها في المشافي الخاصة إلى عشرات ملايين الليرات.

ويضيف أن ثمة جوانب مهمة كان يفترض دراستها قبل قرار تحويل المشفى لحالات كورونا، الأول يتعلق بوضع المرضى الذين لن يجدوا أمامهم سوى القطاع الخاص، حيث لا يوجد أي ضابط على الأجور هناك، وأبسط عملية للأطفال تكلف في “الخاص” 7 ملايين ليرة، حدا أدنى، وبالنسبة للكبار فإن أبسط علمية مجازات إكليلية، لا تقل عن 6 ملايين ليرة في أرخص المشافي الخاصة.

وقد تصل الأجور في بعض المشافي إلى 30 مليون ليرة، وحتى في المشافي الحكومية على المرضى أن يدفعوا وسطيا نحو مليوني ليرة.

مشفى الأسد

الجانب الآخر يتعلق بالمشفى ذاته، فحجمه صغير (ثلاث طوابق) وفي طاقته القصوى يمكن أن يستقبل نحو 26 مريضا، وليس مثلا بحدود 100 مريض، كما يفترض كي يكون مناسبا لعلاج كورونا، كما أن أجهزة التنفس الصناعي التي تعمل في العناية فيه لا تزيد عن عشرة.

وعليه يقول: إن المشفى لن يكون قادرا على تقديم خدمات كبيرة لمرضى كورونا، وفي الوقت ذاته سيحرم مرضى القلب من العلاج فيه وهو الوحيد المجاني.

اقرأ:رسائل النار تكتبها كافة الأطراف المتنازعة على الشمال السوري

وثمة جانب لا يقل أهمية، يضيف، وهو أن أفراد الكادر الطبي والتمريضي فيه متخصصون بنوع محدد من الأمراض، وهي أمراض القلب، وبعضهم يقوم بعمل تخصصي منذ عقود، فكيف سيتحول ليعالج مرضى تتطلب أمراضهم اختصاصا آخر

اقرأ:روسيا: الانتخابات الرئاسية السورية لا يمكن تنظيمها إلا بإصلاح دستوري

ويأمل  بألا تطول فترة تحويل اختصاص ذلك المشفى الذي انطلق منذ نحو خمسين عاما وكان أول مركز متخصص يقدم خدمات نوعية مجانية لمرضى القلب خاصة غير القادرين على دفع الملايين في المشافي الخاصة.

ميديانا – روسيا اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى