مخاوف من العبث بالهوية المعمارية للجامع الأموي في حلب

يعتبر الجامع الأموي الكبير في حلب أحد روائع فن العمارة الإسلامية في العالم. بدأت أعمال بناء الجامع في العام 715 ميلادية، في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك، وانتهت في عهد خلفه سليمان بن عبد الملك في العام 717 للميلاد.

لمتابعة آخر الأخبار اشترك بقناة التليغرام t.me/mdiaena

ينظر خبراء بكثير من القلق إلى عمليات الترميم في مدينة حلب، خاصة وأنها جاءت بشكل “ارتجاليّ” يفتقر إلى التخطيط، تغيب عنها المعايير العلمية في عمليات الترميم.

إضافة إلى ذلك وجود عوامل “طائفية” أدت إلى العبث بالهوية المعمارية للعديد من المواقع الأثرية في سوريا بشكل عام.

تم البناء في المساحة التي شغلتها في السابق ساحة الآغور الهلّنسية التي تحولت في العصر البيزنطي إلى حديقة الكاتدرائية المكرّسة للقديسة هيلينا، قبل أن تُصادر لصالح بناء المسجد. يقول الباحث في التاريخ، ماهر حميد : “جميع الجوامع الكبيرة في المدن الكبيرة بنيت على بقايا معابد، لم يتحوّل المعبد إلى سوق أو خان أو بيوت، تحول إلى معبد لدين لاحق”.

ويضم الجامع الكبير “مقام” النبي زكرياء. وهو السبب الذي جعل الجامع يشتهر بين “الحلبية” باسم “جامع زكريا”، ويُرجح أن تاريخ أوّل بناءٍ في المكان يعود إلى 5 آلاف سنة، وأنه سُلم من دين سابق إلى دين لاحق.

اقرأ المزيد: أول فوز لسيدات أهلي حلب في دوري السلة السوري

وانطلقت أعمال ترميم الجامع الأموي الكبير في عام 2019. وبدأت عملية الترميم بعد التبرع الذي قدمه الرئيس الشيشاني، رمضان قاديروف، والبالغ قدره 14 مليون دولار لأغراض إعادة إعمار الجامع في المدينة القديمة.

وتعرض الجامع الكبير في محافظة حلب، خلال تاريخه للعديد من الكوارث الطبيعية وعمليات الهدم والحرق، تعاقبت عليه عمليات إعادة البناء والترميم والتوسعة، على غرار ما حدث في عهد سيف الدولة الحمداني، ونور الدين زنكي، والترميم الذي تمّ في عهد المماليك.

لكن أشهر عمليات الترميم جرت في الفترة 1089-1094 ميلادية، إبّان الحكم السلجوقي، والتي تضمنت بناء مئذنة في الزاوية الشمالية الغربية للجامع بارتفاع 45 متراً، وهي التي أصبحت مرجعاً في بناء المآذن الإسلامية.

ووصفت مدينة حلب القديمة بـ”متحف في الهواء الطلق”. ويصنفها المهندس المعماري والباحث في التاريخ، ماهر حميد، ضمن “المدن التي لا بداية لها”، فقد تعاقبت عليها الكثير من الحضارات، وورد ذكرها في معظم النصوص القديمة.

يمكنكم متابعة آخر الأخبار من خلال “تويتر”: ميديانا

Exit mobile version