ليس للرجال والنساء بالفعل ذات المهارات والسلوكيات، كون أدمغتهم لا تمتلك نفس الروابط العصبية، ولكن هل الأمر مختلف تمامًا؟ يجيب العلم ليس مختلفًا بشكل كامل!.
لمتابعة آخر الأخبار اشترك بقناة التليغرام t.me/mdiaena
فالدماغ عضو أساسي موجود في جمجمة الإنسان، يؤمّن كافة الوظائف الحيوية، فهو يتحكم في جميع أعضاء جسم الإنسان والوظائف الحركية والمعرفية،بجانب الإنتاج الهرموني.
وفي حال كانت علوم الأعصاب اليوم قد حققت تقدمًا جيدًا في مسألة ما إذا كان هناك فرق بين دماغ الرجل ودماغ المرأة فإن الأفكار والصور النمطية السائدة عند غالبية الناس لا تزال قائمة.
وبحسب تقرير نشره موقع ”lesmotspositifs“ لا يزال البعض يؤكدون أن للدماغ جنسًا، وهم بهذا يفرضون دونية المرأة بالنسبة للرجل، وهو لا تتفق معه العالمتين كاثرين فيدال، عالمة البيولوجيا العصبية، وفرانسواز هيريتير، عالمة الأعراق والأنثروبولوجيا.
بدأ البحث في القرن التاسع عشر مع بول بروكا، مبتكر جراحة الدماغ الحديثة، الذي عمد في إحدى التجارب إلى وزن دماغ امرأة ودماغ رجل، ثم لاحظ فرقًا مقداره 150 غرامًا بين الإثنين.
اقرأ المزيد: مدرسة تعرض لطلابها معاناة الآباء في العمل لعدم التهاون في الدراسة
و توصلت التجربة إلى أن الأخف هو دماغ المرأة، لذلك تخيلوا كل الاستنتاجات المستمدة من هذه التجربة، ومن تحيزاتنا المعرفية، النساء أقل ذكاء من الرجال.
ولفت تقرير صدر عام 2006 حول توجه الطلبة إلى أنه إذا كانت للفتيان والفتيات نسبٌ مختلفة أو متفاوتة في المواد الدراسية فالسبب في ذلك هو التأثير المجتمعي وليس البيولوجي، وهو ما يدل على أن الكثير من الأفكار الجنسانية لا تزال تفسد عقولنا
ويقال إن النساء يُجِدن اللغات وإن الرجال يتفوّقون في الرياضيات، إذ تقول فرانسواز هيريتير أيضًا إن الأولاد في بوركينا فاسو لا ينتظرون ثدي الأم للرضاعة، فما إن يشرعون في البكاء حتى تعطيهم الأم الثدي، بينما الفتيات يُجبَرن على الانتظار.
وهناك تجربة أخرى أجريت على فصل دراسي ضم طلابًا وطالبات، إذ كان عليهم أن يتخيلوا شيئًا يتحرك في ثلاثة أبعاد الفضاء، فإذا قدمنا هذا التمرين من زاوية الرياضيات من خلال الهندسة فإن أداء الأولاد في هذا التمرين يكون أفضل من أداء البنات، مصطلح الهندسة هنا مرتبط أكثر بالذكورة.
في المقابل لو قدمنا هذا التمرين من زاوية الفنون التشكيلية فإن الأولاد والبنات سيحصلون على النتيجة نفسها، يوضح هذا التقييم القدرات النفسية ومدى قدرة التعلم في تعزيز الدوائر العصبية، ولكن لا علاقة لهذا بالقدرات الدماغية.
وبالانتقال إلى المستوى الدماغي لا فوارق بين دماغ الرجل والمرأة، فالمهارات هي ذاتها عند الرجل والمرأة، فقط ألوان ومجالات التعلم مختلفة باختلاف المجتمعات، حيثُ يتم تنظيم المهارات اجتماعيا و ليس دماغيًا.
وثمة فارق وحيد بين دماغ رجل ودماغ امرأة هو أن دماغ المرأة يتحكم في كافة الوظائف المتعلقة بالتكاثر، تنشط الخلايا العصبية في الدماغ كل شهر لتحفيز الإباضة.
ويتغير الدماغ ويشكل ذاته بحسب ألوان التعلم، لا شيء يظل جامدًا خامدًا، وبالتالي فإن البيئة بأكملها تساهم في تكوين أدمغتنا وفي بناء هوياتنا كرجال ونساء على حد سواء.
وهذا ما يطلق عليه اللدونة الدماغية، هذه القوة هائلة عند الرجال والنساء معا لأنه بوسعنا أن نتعلم بلا انقطاع ودون أي فرق بين الذكر والأنثى.
ولعل الطريق مازال طويلا وشاقًا أمام مكافحة عدم المساواة وكافة الأفكار الشائعة حول دونية المرأة وهيمنة الرجل، حيث بات الحديث عن الذكور المنحرفين النرجسيين أكثر انتشارًا وشيوعًا من الحديث عن الإناث، ونحن نتحدث كثيرًا عن النساء المعنّفات وأقل عن الرجال الذين يعانون من العنف المنزلي.
يمكنكم متابعة آخر الأخبار من خلال “تويتر”: ميديانا