وفاة المفكر والداعية الإسلامي السوري “جودت سعيد”
توفي اليوم الأحد 30 يناير الشيخ المفكر والرجل الصالح الحكيم السوري “جودت سعيد” عن عمر مبارك ناهز التسعين عاما، في مدينة اسطنبول التركية، قضاه بسلام وهدوء في الدعوة إلى روح الإسلام.
ونعاه شخصيات فكرية وسياسية سورية، من بينهم الدكتور عبد الكريم بكار، الذي قال إن “أمة الإسلام فقدت اليوم واحداً من رموز المفكرين المسلمين في العصر الحديث، هو الأستاذ السوري جودت سعيد الذي قضى حياة مديدة في تثقيف الشباب مع الصدع بالحق والزهد في الدنيا”.
والداعية السوري، من مواليد عام 1931، حيث ينحدر من محافظة القنيطرة، وهو من أصول شركسية تعود جذورها إلى بلاد القوقاز.
درس سعيد المرحلة الابتدائية في مدرسة قرية بئر العجم، ثم انتقل إلى مصر سنة 1946، حيث درس اللغة العربية في جامعة الأزهر، وحصل على دبلوٍ في التربية، قبل أن ينتقل للسعودية سنة 1958، حيث عمل كمدرسٍ لنحو عامين.
وعاد إلى سورية وبدأ عمله كمدرس قبل أن يلتحق في الخدمة العسكرية، وفي سنة 1961 شارك اللواء الذي يخدم فيه سعيد في الحركة “الإنقلابية” التي أنهت الوحدة بين سورية ومصر، واعترض على المشاركة في تنفيذ أي أوامر، ثم نُقل لاحقاً إلى الكلية الحربية في حمص كمحاضر وبقي هناك حتى “انقلاب البعث” سنة 1963.
وخلال “حكم البعث” اعتقل عدة مرات،حيث كانت المرة الأول في 1965، ثم فُصل نهائياً من سلك التعليم، قبل اعتقاله مرة ثانية سنة 1986 لمدة ستة أشهر.
وغادر سوريا، في 2012، حيث تعرضت قريته لقصف من قبل قوات الأسد أدى لمقتل شقيقه، ثم انتقل إلى إسطنبول التي بقي فيها حتى وفاته فجر اليوم الأحد.
وعاش تجربة الربيع العربي داعياً إلى الابتعاد عن العنف، وفي بداية الثورة السورية دعا المتظاهرين للتمسك بسلمية الحراك
مؤكداً عدالة مطالبهم بوصفهم “خلفاء الله في الأرض”.