قضايا

وكأن السوريين لم يكتب لهم الفرح.. معتقلون خرجوا من السجون ليتفاجؤوا بأن زوجاتهم تزوجن

يبدو أن مآسي السوريين تشابهت إلى حد التوأمة مع قصص الخيال الدرامي والمسلسلات ، بكوارث حيّرت العقول وأوجعت كل من يحمل ضمير وإنسانية، في سياق العذاب المتجدد الذي نطالعه مع كل قصة لسوري مكلوم.

قصص “حقيقية” لمعتقلين أفرج عنهم من السجون السورية في إطار العفو الأخير، بعد عقد من الزمن أمضوها في غياهب التعذيب الجسدي والنفسي، وعادوا إلى عوائلهم وأهليهم ليتفاجؤوا بزواج زوجاتهم في غيابهم.

وكانت الأورينت نت قد نقلت عن أبو عمر الحمصي، لأورينت نت، أحد أقارب المعتقلين (ابن خاله) بأنه خرج أول أمس من سجن صيدنايا فاقدا لذاكرته بشكل كامل بسبب تعرضه للتعذيب خلال فترة اعتقاله الطويلة في أقبية “السجون” منذ شهر كانون الأول عام 2011.

ويضيف أبو عمر أن قريبه، وصل إلى منزله في مدينة تلبيسة بريف حمص بعد غياب 11 عاما، وهو لا يتذكر إلا زوجته ، كما أنه لم يستطع التعرف على أهله ولم يعلم أن والده توفي بقصف الطيران في السنوات الماضية.

إلا أن الفاجعة الجديدة كانت وفق قريبه، حين علم أن زوجته تزوجت بعد 8 أعوام على غيابه، حيث أعلمتها مخابرات النظام السوري بأن زوجها توفي في السجن، الأمر الذي دفعها للزواج مرة أخرى والسفر فيما بعد إلى أوروبا لتتمكن من تربية طفليهما اللذين كانت تظن أنهما يتيمان، لتشكل تلك الفاجعة غصّة جديذة وطعنة روح بقلب المعتقل المكلوم.

كما أن الشاب المفرج عنه، خرج من سجنه بأمرتض عديدة في جسده بسبب التعذيب الشديد على مدار عشر سنوات، بحسب أبو عمر الذي لفت بأنه “بأمس الحاجة للعلاج كي يستعيد من عافيته ويبقى على قيد الحياة”، حيث ليست معاناته في فقد ذاكرته، وإنما وضعه الصحي الصحي.

وفي قصة مماثلة في ألمها وصل أحد المفرج عنهم إلى أهله في درعا يوم أمس، بعد عشر سنوات أمضاها في المعتقلات، ليتفاجأ أيضا بزواج زوجته من أخيه (شقيقه) بعد أن ظنت عائلته بأنه توفي في السجن عقب مرور سنوات طويلة على اعتقاله.

وأفاد (باني العمري المسالمة) وهو أحد أبناء درعا، أن صديقه تفاجأ أول أيام العيد من خلال تصفحه مواقع التواصل الاجتماعي بصورة أخيه المفقود منذ عام 2012، وقد بدا بملامح مختلفة عما كان عليه.

ومع وصوله إلى أهله في مكان نزوحهم،، طلب المفرج عنه أن يرى أولاده الذين تركهم صغارا حين اعتقل قبل عشرة أعوام، لتكون “المصيبة” كما يرويها صديق المسالمة قائلا: “تزوّجت زوجة أخي بعدما فقدنا الأمل أنه حي، وضممت أولاد أخي إلى أولادي.. ولي أولاد من زوجتي الثانية والتي هي أرملة أخي كما كنا نعتقد.

ختم المسالمة منشوره بقوله: “ماذا سيحدث لأخي إن أخبرناه ،ألا يكفيه ما ذاقه.. إنه يلح ليراهم ولم تبقَ بيدنا حيلة”

وانتشرت صور بعض المعتقلين المفرج عنهم، التي أعادت فتخ جراح آلام ملايين السوريين مجددا، نتيجة الوضع المأساوي للكثيرين منهم بعد تعرضهم للتعذيب طوال سنوات الاعتقال، إضافة إلى عملية إذلال ذوي المعتقلين المغيبين قسريا خلال تجمعهم بالآلاف في شوارع دمشق وحمص وهم يحملون صور أبنائهم وينتظرون بارقة أمل لمعرفة مصيرهم بقلق وخوف شديدين من انقطاع الأمل بعد انتظار دام عقدا من الزمن.

ميديانا-أورينت نت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى