في العادة يقع على المرأة المطلقة في المجتمعات العربية جل العبء الناجم عن الطلاق وينظر إليها دوما على أنها في وضع غير سوي، كما تتعرض للوصم اجتماعيا وأخلاقيا، ولايخرج عن هذه الحالة السائدة سوى المجتمع الموريتاني حيث تزداد قيمة المرأة اجتماعيا كلما طلقت وهو أمر ذا صلة بعادات قبلية تختص بها القبائل في موريتانيا.
يشهد العالم العربي حاليًا
موجةً كبيرة من التفتت الاجتماعي تجتاح مجتمعاته
ويُعد ارتفاع معدلات الطلاق ظاهرةً بارزةً تعبّر عن هذه التحولات الاجتماعية.
تجاوزت هذه الظاهرة الحدود التقليدية
لتؤثر في جميع الأعمار والأوساط الاجتماعية
وعلى الرغم من أن أسباب الطلاق قد تتنوع من دولة عربية لأخرى
إلا أن هذه الزيادة تشير إلى تزايد الضغوط والتحديات الاجتماعية التي تواجهها هذه المجتمعات
في المقدمة من حيث نسب الطلاق في العالم العربي
في المركز الأول في نسب الطلاق
فكان من نصيب الكويت
فبرغم انخفاض عدد سكانها مقارنة بمصر
ارتفعت نسبة الطلاق في البلاد إلى 48% من إجمالي عدد الزيجات
وذلك بحسب إحصاء نشرته وزارة العدل الكويتية
وفي المركز الثالث والرابع، نجد أن كلا من الأردن وقطر
قد ارتفعت بهما نسب الطلاق إلى 37.2% و 37% على الترتيب
وقد تساوت كل من لبنان والإمارات
رغم الفروق الاقتصادية والاجتماعية الكبيرة بينهما في نسبة الطلاق
فقد ارتفعت نسبة الطلاق في كلا منهما إلى 34%
وتلتهما كل من السودان بنسبة وصلت إلى 30%
و العراق بنسبة 22.7%، ثم السعودية بنسبة 21.5%.
وبحسب الإحصائيات الأخيرة عام 2020 سجلت سوريا 10 آلاف حالة طلاق
فيما يتعلق بالأسباب الرئيسية لهذه الظاهرة
فإنها تختلف من بلد إلى آخر
في مصر، على سبيل المثال يُعزى زيادة حالات الطلاق
بشكل رئيسي إلى العوامل الاقتصادية
حيث يعاني الكثيرون من صعوبة تحمل تكاليف الحياة
في الدول الخليجية، الثرية اقتصاديًا
تكون مسببات الطلاق مرتبطة بمشكلات
مثل العنف الأسري وغياب التكافؤ وضعف القدرة على تحمل المسؤولية
بغض النظر عن الأسباب الدقيقة
تُظهر هذه الزيادة في حالات الطلاق
تزايد الضغوط والتوترات الاجتماعية في المجتمعات العربية
يعاني الكثيرون من تباعد الأزواج وصعوبة التفاهم بينهم
وهذا يعكس تحولًا اجتماعيًا عميقًا في القيم والعادات الاجتماعية
التي كانت تسود تلك المجتمعات في الماضي
تعيش المرأة المطلقة عادةً في هذه المجتمعات بوضع اجتماعي صعب
حيث تواجه التمييز والوصم الاجتماعي
وتكون مسؤولة عن العديد من الأعباء بعد الطلاق
ومن المهم تسليط الضوء على هذه القضية
وتشجيع المجتمعات على التفكير بشكل أكبر
في دعم الأشخاص المتأثرين بالطلاق وتوفير الدعم الاجتماعي والقانوني لهم
تحتاج هذه المجتمعات إلى التفكير في تعزيز الثقافة الاجتماعية
وتعزيز التواصل والتفهم بين الأزواج
للمساهمة في تقليل معدلات الطلاق
وتحسين جودة الحياة الزوجية والأسرية
برأيكم: هل تشهدون زيادة في معدلات الطلاق في مجتمعاتكم؟