التيك توك والحرب العالمية الثالثة
لا أبالغ إذ أقول بأننا اليوم نخوض حرباً عالمية ثالثة، انتصرت فيها الصين، من خلال تطبيق الكتروني دون أن تطلق رصاصة واحدة.
إنه تطبيق التيك توك، الذي انتشر في أيامنا هذه ويوما بعد يوم يزداد مشتركوه مثل النار في الهشيم.
ومايزيد الأمر سوءاً أن أغلب مستخدميه هم من فئة الأطفال!!.. تربة خصبة لزراعة أي فكر تريد استثماره، عقول غضة تستطيع توجيهها كيفما تريد وذلك إذا أخذنا بعين الاعتبار جهل الكثير من الآباء بأمور التطبيقات وعدم اطّلاعهم عليها وبذلك فإنّ الرقابة الأبوية غير كافية مما يزيد انتشار هذا التطبيق بين الأطفال وذلك تدمير لأجيال كاملة.
ولست أبالغ بما أقوله ولا أتهم مجتمعا معينا إذا أقول أن الكثير من الآباء لا يعلمون بمخاطر هذا التطبيق ،فمنذ أيام وفي أوروبا نفسها حيث التقدم والانفتاح على كل جديد انتشرت قصة الطفل الذي شارك في تحد على تكتوك يقوم على قطع نفسه حتى يغيب عن الوعي وذلك في غياب والديه اللذين عادا إلى البيت وصدموا بغياب ابنهم عن الوعي, حيث أخبرهم الأطباء أنه أصيب إصابة بالغة في الدماغ ومع الأسف لم يتمكنوا من إنقاذ حياته.
تطبيق التكتوك من أكثر التطبيقات المنحلة أخلاقيا، والتي يجب أن تحارب بشكل مباشر فإذا مارأينا مايفعله الاطفال على هذه التطبيقات وهوسهم بها فهي بمثابة حرب عالمية تهدف إلى تدمير أطفالنا.
عندما يرى الطفل أن هناك طفلا آخر لديه آلاف المتابعين وفي كل وقت يخرج عليهم بفيديو يخبرهم بالمبالغ المالية التي يحصلها من هذا التطبيق وفي اعتقاد الطفل أن هذا الشخص هو شخص مثالي لانه مشهور وثري ،لن يتردد في تقليده ولن يتوانى عن السعي ليحصل على الشهرة والمال كما حصل عليها قرينه بمجرد ظهوره على التطبيق وعرض أسرار بيته التي لم يعد أغلب الاطفال وحتى بعضهم من وصل إلى سن الرشد وهو يتعامل مع أسرار البيت و حرمتها على أنها محتوى سهل الإعداد سريع الانتشار جيد المردود وقد غيّب عنه تماما أنها أمور خاصة لا يجب أن تعرض على العلن !!فبالنسبة لطفل ماذا سيكون محتواه سوى عائلته وبيته ومحيطه !!!.
كيف ستقنع الطفل بأن يذهب إلى المدرسة ويتعلم أو يذهب إلى مكان يتعلم فيه صنعة لكي يبني مستقبله وهو يرى أقرانه من الأطفال يجمعون المال بكل أريحية وسهولة من خلال الرقص والغناء وتصوير عائلاتهم كل يوم ،وهناك نسبة كبيرة من الأهل لايعلمون بأنهم أصبحوا مشاهير على هذه التطبيقات وذلك لعدم علمهم بوجود هكذا تطبيق أو من الممكن أن ابنهم صنع حسابا ولم يخبرهم به ويقوم بعرض محتواه يوميا دون رادع أو رقيب.
إذا استمر تطبيق تكتوك بالانتشار فإننا لن نرى أصحاب مهن وصناع ولا علماء ولا أطباء ولا مخترعين عظماء .نحن ننتظر جيلا كاملا من الراقصين والمهرجين والجهلة المتعرين والدعاة إلى الانفلات من الالتزام بالعادات المستقيمة والقوانين المجتمعية التي نشأنا عليها جيلا بعد جيل .وبذلك تكون الصين قد انتصرت في الحرب العالمية الثالثة دون أن تطلق رصاصة واحدة ..فقط أطلقت تطبيق!!!
بسبب الانتشار الواسع للتطبيق يقوم البعض بترويج لعلاماتهم التجارية عن طريقه وهذا مايزيد الطين بلة لأنه يؤدي إلى زيادة قوة التطبيق المالية وأهميته
يجب أن يكون هناك حرب حقيقية ضده حتى نستطيع المحافظة على أخلاق وتوجه جيل كامل،وتقع المسؤولية اولا على الوالدين ثم على كل شخص يساهم في انتشاره.
ربما هناك البعض من الأشخاص يستخدمونه لعرض فيديوهات تعليمية أو ترفيهية ضمن حدود وضوابط أخلاقية أو ماشابه ولكن هناك الكثير من التطبيقات الأقل ضررا يمكنك من خلالها نشر فيديوهاتك وافكارك الهادفة.
يجب أن نبدا بمحاربة هذا التطبيق، لننقذ اجيالاً كاملة لذا ابدأ من نفسك واحذف هذا التطبيق من جهازك وجهاز أطفالك.
الكاتب: أحمد العمر