تتواصل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في نشر قصص النجاح التي حققها الشباب السوريون في الدول التي لجؤوا إليها. وقد أشادت العديد من وسائل الإعلام بتفوق الطلاب وتحقيقهم لأعلى الدرجات العلمية وتحقيق أحلامهم.
وفي تقرير مصور نشره موقع “TR99” التركي، تم التركيز على اللاجئة السورية”هيا كلش”، التي تخرجت بتفوق من كلية طب الأسنان في جامعة أضنة وافتتحت عيادتها الخاصة بالتعاون مع زوجها الطبيب التركي حسن، الذي يعمل في نفس المجال.
ذكر الموقع أن الدكتورة كلش كانت تعمل في البداية في فرن ومطعم للمأكولات، بعدما لجأت هي وعائلتها إلى تركيا للهروب من الحرب والقصف في سوريا قبل عدة سنوات. عاشت تحت ظروف عمل صعبة تتطلب العمل لمدة تصل إلى 17 ساعة يوميًا، حيث كانت تعمل في الفرن وخدمة زبائن المطعم، وتنظيف المكان.
وأشار الموقع إلى أن الدكتورة كلش كانت تدرس طب الأسنان في سوريا قبل لجوئها لتركيا، وتخرجت أيضًا من معهد التعويضات السنية. لكنها لم تفقد الأمل وتمكنت من ادخار بعض المال من عملها الشاق لتتعلم اللغة وتندمج في المجتمع. قامت بمحاولة اجتياز امتحان التأهيل للجامعة، المعروف بـ “يوس”، ونجحت فيه، ثم قدمت طلبات للحصول على منحة دراسة.
وعلى الرغم من تعرض الدكتورة كلش لمواقف عنصرية خلال تلك الفترة، إلا أنها استمرت في العمل واعتبرتها فرصة لتعلم اللغة التركية. وفي إحدى المرات، نامت خلال انتظارها للمقابلة الشفهية للحصول على منحة دراسية، واستفاقت لتجد الجميع قد غادروا، وكادت تُطرد من العمل. ولكنها ناشدت المسؤولين بأن يُجروا المقابلة معها، وأوضحت أنها قررت تخصص المحاسبة لأنها لم تتمكن من الالتحاق بكلية طب الأسنان التي ترغب فيها.
وأضاف الموقع أن لجنة المنحة فاجأت الدكتورة كلش وعرضت عليها مقعدًا في كلية طب الأسنان في جامعة أنقرة. لكنها رفضت هذا الاقتراح لعدم رغبتها في الابتعاد عن عائلتها، فحاول المسؤولون الحصول على استثناء لها للدراسة في مكان إقامتها. وبعد ذلك، تلقت مكالمة تفيدها بحصولها على مقعد في كلية طب الأسنان في جامعة أضنة.
وبدأت الدكتورة كلش بتحقيق حلمها ودراسة التخصص الذي طالما حلمت به، وبفضل زملائها في الدراسة، تمكنت من تجاوز صعوبات اللغة الطبية وحققت التفوق ونالت الشهادة العلمية.
أقرأ المزيد: احتفال هيا مرعشلي بعيد ميلادها لحظات من البهجة والسعادة
وفيما يتعلق بعيادتها الخاصة، تمكنت الدكتورة كلش مع زوجها الطبيب التركي من افتتاحها، وأصبحت تعالج المرضى وتحظى بثقة الناس من حولها. ونصحت الجميع بتعلم اللغة والاستفادة منها
وبهذا، تكون الدكتورة هيا كلش قد حققت حلمها بالتحول من عاملة فرن بسيطة إلى طبيبة ناجحة، وأصبحت قصتها مثالًا يُشيد به في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي. تجاوزت الصعاب والتحديات، واستفادت من الفرص التي تاحت لها لتحقيق طموحها وتحسين حياتها وحياة عائلتها.
اقرأ المزيد: الحل السحري لإيقاف انهيار بطارية آيفون
تُبرز قصة الدكتورة هيا كلش الإرادة القوية والتصميم الثابت في مواجهة الصعاب، وتعكس قدرة اللاجئين السوريين على التكيف والنجاح في البلدان التي استقروا فيها. إنها قصة إلهام تذكرنا بأهمية الشغف والتعليم والاستمرار في السعي نحو تحقيق الأحلام، مهما كانت التحديات التي نواجهها.