تفاقم أزمة الخبز في تونس واتهامات للوبيات بالتسبب في النقص
تشهد تونس في الآونة الأخيرة أزمة خانقة في إمدادات الخبز، مما أدى إلى تكدس المواطنين في طوابير طويلة للحصول على الخبز.
وفي هذا السياق، اتهم الرئيس التونسي، قيس سعيد، اللوبيات بتفاقم هذه الأزمة وطالب الحكومة باتخاذ إجراءات عاجلة للتغلب على المشكلة، ما دفع بعض الناس للتساؤل عن جدية هذه الاتهامات وطبيعة الأزمة الحالية.
وقال الرئيس سعيد خلال زيارته لوزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري إن الخبز والمواد الأساسية أمر حيوي للمواطنين ولا يمكن التهاون فيه. وأشار إلى أن هناك حملة تدار من قبل الدوائر واللوبيات تهدف إلى تأزيم الوضع، وقد تم تحديد هويات أفراد هذه الحملة.
وتعاني المخابز في تونس نقصاً حاداً في المواد الأولية، ولا سيما الدقيق، نتيجة انخفاض إنتاج الحبوب وتأثر البلاد بالأزمة الروسية في أوكرانيا.
وفي تعليقه على هذا النقص، قال رئيس المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك، لطفي الرياحي، إن الأزمة ترجع بشكل رئيسي إلى عمل بعض المخابز غير المصنفة التي تحصل على الدقيق المدعم من الحكومة لبيع الخبز بأسعار مرتفعة. وطالب الرياحي بوقف منح الدقيق المدعم لهذه المخابز غير المصنفة.
من جهته، أكد عادل الزرقاني، نائب رئيس غرفة المخابز، أن هذه المخابز غير المصنفة ليست مرخصة رسمياً وأنه لا يمكن السماح لها باستخدام الدقيق المدعوم الذي يُوفره الدولة للتونسيين لتصنيع الخبز وبيعه بأسعار غير معقولة.
اقرأ المزيد: أهمية التشخيص المبكر في علاج أورام الرأس والرقبة وتحسين فرص الشفاء
ويرجع الخبراء الاقتصاديون النقص في إمدادات الخبز في تونس إلى تأثر البلاد بالأزمة العالمية الناجمة عن الحرب الروسية في أوكرانيا. وتعتمد تونس بشدة على وارداتها لتوفير الغذاء، وقد تأثرت الإمدادات بشدة بسبب هذه الأزمة.
ومن جهتهم، يدعو بعض الخبراء إلى ضرورة معالجة جذرية لقطاع الإنتاج الفلاحي في تونس، وتحسين الإدارة والتخطيط لتقليل الاعتماد الشديد على الواردات. ومن المتوقع أن يتخذ الرئيس سعيد إجراءات للتصدي لهذه الأزمة المتفاقمة، قد تشمل التعديلات على التشكيلة الحكومية لتحقيق تحسن في الإدارة وتفادي التكرار في المستقبل.