“سوريا تواجه كابوس الحرائق والارتفاع القياسي في درجات الحرارة: التحديات البيئية والاستعداد لتغير المناخ”
"تحديات الصيف في سوريا: مواجهة حرائق الغابات وارتفاع درجات الحرارة مع تأثيرات تغير المناخ"
مواجهة تحديات جديدة تشهدها سوريا مع حلول فصل الصيف، حيث ترتفع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية، مما يؤدي إلى اندلاع حرائق هائلة في غابات البلاد. وبحسب مسؤولين من الدفاع المدني السوري، تعمل فرق الإطفاء بكل جهد على محاولة إخماد هذه الحرائق التي تجتاح مناطق الريف وسط سوريا، حيث بلغت درجات الحرارة 40 درجة مئوية في بعض المناطق.
وأفاد رئيس المركز المحلي لحماية الغابات، أمجد حماد، لوكالة الأنباء السورية (سانا)، أن أحد الحرائق اندلع في أرض زراعية عامة بمحافظة حماة، وتعمل فرق الإطفاء جاهدة على منع امتداده إلى المناطق المجاورة. كما تم الإبلاغ عن حريق آخر في مناطق زراعية بمحافظة حمص المجاورة، ويعاني فريق الدفاع المدني صعوبة في احتوائه نظرًا لتضاريس المنطقة الجبلية الوعرة.
اقرأ المزيد ..ناشط علوي داخل سوريا.. ينتقد بشار الأسد ويطالبه بمواجهة الظروف الصعبة التي يواجهها الشعب السوري
هذه الحرائق أدت إلى هروب بعض العائلات من منازلها في قرية المرانة بسبب اقتراب النيران منها، مما أثر على الحياة اليومية للسكان في المناطق المتضررة.
في ظل هذه الأجواء الحارة، تشهد سوريا ارتفاعًا في درجات الحرارة بنحو ست درجات مئوية عن المتوسط العادي، وتتراوح درجات الحرارة بين 39 درجة مئوية في العاصمة دمشق و40 درجة مئوية في مدينة تدمر القديمة بمحافظة حمص. وتتسبب هذه الموجة الحارة والهبوب النشط للرياح والسحب الشديدة الحرارة في تعقيد الأمور أكثر فأكثر.
مع تزايد الحديث حول تغير المناخ وتأثيره على البلاد، يُعتبر نقص هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة من بين الظواهر الرئيسية التي تؤثر على البيئة والطبيعة السورية. بالفعل، تأثرت الزراعة في البلاد بشكل كبير، وانخفض محصول القمح الذي كان يصل إلى أربعة ملايين طن سنويًا قبل الحرب بنسبة تقارب 75 بالمئة بسبب ظروف الطقس غير المواتية.
في ظل هذه التحديات البيئية والمناخية الجديدة، يبذل المواطنون في سوريا قصارى جهدهم لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة والتأقلم مع الأجواء الحارة، حيث يلجأ البعض إلى استخدام مراوح كهربائية محمولة بالبطاريات والاستمرار في تبريد أنفسهم بتحديث أقدامهم بانتظام في الماء البارد. هذه الظروف الصعبة تجعل الحياة تحديًا إضافيًا للعائلات السورية، خاصةً مع انقطاع التيار الكهربائي الذي يجعل من الصعب توفير التبريد المناسب.
يشير كل ذلك إلى أن آثار التغير المناخي تبدأ تدريجيًا في ترسخ نفسها في سوريا، ويصبح من الضروري التفكير في إتخاذ إجراءات وخطط مستقبلية لمواجهة تلك التحديات وتحسين الاستعداد لمواجهة مشكلات الطقس القادمة.