مدونة

لأن حرية الرأي في بلدي تفسد الود بالقضية.. اتهموه بهدم الدراما

في سوريا نعاني بشكل كبير من قبل الأشخاص الذين يعيشون معنا على هذا الكوكب مصادرين “حرية الرأي” في حال تجرأ أحدنا على قول الحق أو أي شيء لا يتماهى مع تفكير الآخر، فعلى الفور التهمة جاهزة أمامك إما أنت مع جهة معارضة للدولة أو أنت مناصر لفكر لداعش.

دأبت الإعلامية اللبنانية رابعة الزيّات في برنامجها «شو القصة» على قناة «لنا» على اتباع أسلوب متعمد في إثارة الجدل، والسعي المحموم وراء الترند من خلال أسئلة تُقحم الضيف في أماكن تخصّ المعتقدات والآراء الدينية وغيرها!

اقرأ المزيد:حرب إلكترونية طاحنة.. عماد نجار يلمح ويصف طلال مارديني بالصعلوك

ويطرح هذا الأسلوب المتبع في البرنامج الكثير من التساؤلات حول ماذا سيفيد المشاهد إن كان الممثل أو الفنان الذي تستضيفه رابعة يؤمن بأن هناك جنّة ونار؟ إن كان يدعم الزواج المدني أم لا.

حيث اعتبر الكثير من الناس، أن البرنامج ماهو إلا عبارة عن خلق جدل على منصات التواصل الاجتماعي،وتمرير أفكار سامة والترويج لها  كمن  يسكب الزيت على النار.

وكان آخر ضحايا البرنامج النجم السوري “محمد قنوع” حيث تجرأ وتحدث عن وجهته الشخصية بخصوص “المثلية” أو الشذوذ الجنسي حيث اعتبره القنوع  مرض، ويجب معالجة هذا الشخص المصاب بها.

إضافة إلى ذلك، صرح “قنوع” برفض زواج ابنته من شخص يحمل ديانة أخرى غير الإسلام.

وقال “قنوع” إنّه لا يحتك غالباً مع الوسط الفني بصيغة عائلية، لأن زوجته لا تحب ذلك وأن ابنته «ماسة» جرّبت التمثيل في صغرها ثم التزمت بالحجاب، فطلب منها الابتعاد عن المهنة لأنّ الحجاب يتعارض مع الدراما.

اقرأ المزيد: زملاء “محمد قنوع” يطالبوه بالابتعاد عن الوسط الفني لهذا السبب

وراحت التحليلات تلاحق الفنان دون أن يخطر في بال المحللين الجدد التدقيق ولو بحدوده الدنيا ومتابعة اللقاء بروية.

حيث يرى الكثير من المراقبين أن العمل في مهنة التمثيل بسوريا بات بمثابة مخاطرة لأي فتاة بسبب ما تتعرض له من ابتزاز وضغوط ومقايضات وتحرّش بذريعة الانحدار الذي وصلت إليه تلك الصنعة في سوريا.

لم يقف الموضوع عند هذا الحد بل تعدّاه إلى شتم مهين ووضيع لكلّ من تسوّل له نفسه التضامن مع قنوع.

اللغة السوقية المنحلّة تكرّس غوغائية مطلقة، وتليق بأن تكون الوجه السلبي للسوشال ميديا. كلّ من صفعت الدنيا أبوابها في وجهه يتفرّغ لقصف العامة بخوائه الفكري بلغة شتائمية معقّدة تنمّ عن ركاكة وانحدار بليغَين.

يذكر أن محمد قنوع وكل من سانده، تعرض لهجمة شرسة على منصات التواصل الاجتماعي، بسبب طرحه لرأيه حتى أن الكثير من نظرائه وزملائه الفنانين طالبوه بالابتعاد عن مهنة الفن فيما اعتبره آخرون محدود الفكر والموهبة.

الكاتب: عبد الرحمن دعبول

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى