قضايا

بريطانيا تعتذر لقتلى الحرب العالمية بعد منع تكريم الجنود الآسيويين والأفارقة

قدمت المملكة المتحدة اليوم الخميس 22 نيسان، اعتذارها لعدم تكريمها أكثر من 150 ألف عسكري من الآسيويين
والأفارقة ضمن  المستعمرات البريطانية لقوا مصرعهم خلال الحرب العالمية الأولى، وذلك بعد نشر تقرير يؤكد
أن “العنصريّة” وراء ذلك.

وأثارت الحكومة البريطانية جدلاً في نهاية مارس/ آذار الماضي، بنشرها تقريراً يقلّل من وجود العنصرية في المجتمع،
ويخلص إلى أن المملكة المتحدة لا تحوي «عنصرية مؤسساتية».

وقال وزير الدفاع البريطاني “بن والاس” أمام نواب البرلمان “أريد أن أعتذر” و”أعبر عن أسفي العميق”، مضيفاً
“لا يمكننا تغيير الماضي، لكن يمكننا تصحيح الأمور والتحرك”.

وأضاف الوزير، لا شك أن الأحكام المسبقة، لعبت دوراً إزاء المقاتلين الراحلين المنحدرين من مستعمرات سابقة.

ونوه “والاس” أن لجنة الكومنولث لمقابر الحرب ستعمل على إصلاح الأمر.

ويؤكد التقرير، أن عدم تخليد ذكرى الجنود البالغ عددهم حوالي الـ 45 ألف و54 ألف عسكري، غالبيتهم هنود،
وأفارقة قضوا خلال الحرب العالمية الأولى، بالشكل الذي كرم به نظراؤهم البيض في أوروبا.

وشيدت معالم تذكارية جماعية في حالة غير الأوروبيين، فيما وضعت للقتلى الأوروبيين قبور تحمل أسماءهم.

وأشار التقرير، أن 116 ألف عسكري آخر، وهو رقم قد يصل إلى 350 ألف، غالبيتهم من شرقي إفريقيا ومصر «لم تخلد ذكراهم بأسمائهم، أو بأي شكل آخر».

وشدد أن تلك القرارات مؤسسة على «تحيّزات متأصلة، أفكار مسبقة وعنصرية معمّمة ومواقف إمبريالية معاصرة».

وتضمن التقرير بطلب من لجنة الكومنولث لمقابر الحرب، وهي هيئة مكلفة تكريم ذكرى 1.7 مليون عسكري من المستعمرات البريطانية قتلوا خلال الحربين العالميتين.

وتزامن نشر التقرير، مع حركة “حياة السود مهمّة” التي تطالب بمراجعة الذاكرة البريطانية في علاقة بالمستعمرات السابقة.

وبدورها أوضحت اللجنة إنها تقبل الخلاصات وأوجه القصور المحدد في التقرير، وقدمت «اعتذارات دون تحفّظ» لتقصيرها في تطبيق مبدأ «المعاملة المساوية في الموت» بصرف النظر عن الأصل والدين والرتبة العسكرية.

اقرأ: ناشطة سعودية تفوز بجائزة أوروبية قيمتها 60 ألف يورو

وقالت المديرة العامة للجنة كلير هورتون: «نقرّ بأخطاء الماضي، ونأسف بشدة، ونتحرك على الفور لتصحيحها».

وأردفت «الأحداث التي وقعت قبل قرن كانت خاطئة حينها، وهي خاطئة الآن».

اقرأ المزيد: تغريم صحيفة فنزويلية 13 مليون دولار

وبعد نشر التقرير الوثائقي حول المسألة يحمل عنوان «المنسيين»، شُكلت لجنة، وقدم للنائب عن حزب العمال ديفيد لامي

وفي تغريدة كتب “لامي” على «تويتر»: «لن يؤدي أي اعتذار لإصلاح الإهانة التي عانى منها أولئك الذين تم نسيانهم». واردف:«ومع ذلك، يوفر هذا الاعتذار فرصة لنا كأمة لفحص هذا الفصل المروع من تاريخنا، وتكريم كل جندي ضحى بحياته من أجلنا».

ميديانا – الوكالة الفرنسية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى