ثقافة وفن

فراس إبراهيم يفتح الملفات القديمة لزهير رمضان بعد استفزاز الأخير لفنانين كبار

كتب رسالة نشرها الفنان” فراس إبراهيم” إلى ” زهير رمضان” نقيب الفنانين :

عندما عدت عام 2018 من القاهرة إلى دمشق للمشاركة في بطولة مسلسل رائحة الروح وكان من إنتاج مؤسسة الإنتاج التلفزيوني الحكومية ذهبت عند وصولي إلى فرع دمشق لنقابة الفنانين ودفعت رسوم الأعوام التي غبت فيها عن سورية وقمت بتجديد عضويتي واستلمت بطاقة العضوية ، ثم قررت من باب الذوق أن أزور الأخ والصديق والزميل” زهير رمضان” نقيب الفنانين لأسلّم عليه بعد غيبة طويلة.. ذهبت بالفعل واستقبلني مدير مكتبه بوجه يقطر سُمّا وكأنه لايعرفني أو يسمع بي من قبل وطلب مني الإنتظار في مكتبه حتى ينتهي السيد النقيب من أشغاله.. مرّت الدقائق ثقيلة وكأنها دهر لأني كنت أظن أن يخرج زهير الذي رآني عبر كاميرات المراقبة ليستقبلني بالترحاب إلا أن ذلك لم يحصُل.. نهضت من مكاني وأنا أشعر بالحرج وقلت لهذا المتجهّم : أتمنى أن تُبلغ الأستاذ زهير أنني أتيت إلى زيارته….. وقبل أن أكمل جملتي قاطعني وقال : أوكي سأبلغه وتركني أخرج من مبنى النقابة وأنا أعض أصابعي ندماً على اللحظة التي فكرت فيها بزيارته، وقررت عدم دخول هذا المبنى مرة ثانيةً طيلة الحياة..

إلا أنني وعلى الرغم من مرور أكثر من ثلاث سنوات على هذه الحادثة لم أنطق بكلمة واحدة حول ماجرى معي منعاً للشوشرة واللغط ولكي لايتم استغلال ماجرى بصورة تسيء لي وتسيء لزهير أيضاً … في الواقع أن جميغ ماقلته ليس هو السبب في كتابة هذا المنشور ، السبب المباشر هو أني سمعت الأستاذ زهير في لقاء إذاعي وهو يجيب على سؤال المذيع “يامن ديب” حول شكوى المخرج النجم “سليم صبري” والأستاذ الفنان “هاني شاهين” من انخفاض قيمة المبلغ الذي يقبضانه كراتب تقاعدي البالغ 30 الف ليرة سورية أي مايعادل عشرة دولارات فقط، وأنهما يقولان أنه لايكفي لشراء كيلو لحمة.

 

كان جواب السيد النقيب أن “سليم صبري” و” هاني شاهين” أساءا للنقابة بهذا الإنتقاد وأن هذا المبلغ هو المتاح وانه في حال انخفاض دخل النقابة يُمكن أن يخفّض هذا الراتب ويصرف لهما نصف هذا المبلغ أي 15 ألف ليرة فقط وذلك وفق قوانين النقابة وأنه ليس مشكلته أن مبلغ التقاعد لايكفي لشراء كيلو لحمة وقال:

على قد لحافك مدّ رجليك ولا أعلم إذا كان يقصد بهذا المثل أن يشتري كلّ منهما 200 غرام لحمة بدل الكيلو !! وأردف أنا سمحت لهما بالعمل رغم أن القانون ينص على عدم السماح لهما بمزاولة المهنة بعد التقاعد وذلك بهدف مساعدتهما وعدم قطع أرزاقهم وفوق ذلك يعتبان وينتقدان فهذا أمر غير مقبول !!!

ولكن فات النقيب أنهما لازالا يعملان ويكافحان مثل الكثير من الفنانين كبار السن حتى يحصلا على قوت يومهم ولو كان الراتب يكفيهما ليعيشا حياة كريمة لجلسا في البيت أو ذهبا إلى الشواطئ و المنتزهات واستمتعا باللعب مع الأحفاد وأولاد الأحفاد !!!

ومالفتني هي تلك العصبية والنبرة الحادة التي يتكلم فيها زهير وكأن من يتحدث عنهما يعملان في مزرعة الأسرة ويعترضان على الأجرة التي يأخذانها ويبدو أن الأستاذ زهير نسي أن من يتحدث عنهما لايأخذان (وهما في سن الثمانين) راتبهما المخجل من جيبه الشخصي ولا من جيب النقابة لأنهما على مدار 50 سنة ماضية كانا يدفعان رسوم التقاعد سنوياً لمن سبقوهم في التقاعد وقد لايسعفهما الوقت ( أطال الله في أعمارهم) لاستعادة ربع مادفعاه لزملائهم يوم كانت الليرة لها قيمتها وليست كما هي عليه في الوقت الحالي.

ولذا أهيب بك ياسيادة النقيب حتى لاتخسر الرصيد المتبقي لك في قلوب بعض أصدقائك أن تهدأ وتراجع نفسك وتغيّر طريقتك في طريقة التحدث عن زملائك فهم ليسو أُجَراء عندك وإنما هم أخوتك وأصدقاؤك الذين انتخبوك لحمايتهم والحفاظ على قدرهِم ومكانتهم وكرامتهم وصحتهم أيضاً .. وأعود إلى قصة استقبالك لي التي ذكرتها في بداية حديثي لأضرب لك هذا المثال: عندما زرنا السيد الرئيس بشار الأسد في القصر الرئاسي أنا ومجموعة مختارة من المنتجين والمخرجين وذلك قبل الأزمة وجدنا سيادته واقفاً باستقبالنا بوجه بشوش وبكثير من الودّ والترحاب وكأنه يعرف كلّ واحد منا معرفة شخصية رغم أن بإمكانه لو أراد أن يتركنا بانتظاره ساعتين في قاعة الإستقبال وفق قوله

اقرأ: القبض على نجم برنامج “ذا فويس كيدز” بعد اعتدائه على جاره

كما أضرب لك مثالا آخر يا أخي زهير بما قام به السيد الرئيس بعد حادث السير الأليم الذي تعرضتُ له أنا والفنان مارسيل خليفة في نهاية سنة 2010 حيث أوفد لي وزير رئاسة الجمهورية السيد منصور عزام إلى المستشفى واقترب من أذني وأنا في حالة سيئة جداً ليقول لي د. بشار يهديك تحياته وتمنياته بالشفاء ويبلغك ان رئاسة الجمهورية ستتحمل تكاليف العلاج حتى تمام الشفاء ، ذلك عدا عن الإتصال اليومي من مكتب الرئيس مشكوراً للإطمئنان عن وضعي الصحي والزيارات المتكررة لي من معظم مسؤولي الدولة في ذاك الوقت ..وها أنا ذا وبعد مرور عشر سنوات لا أزال أشعر بالإمتنان والتقدير لهذا المستوى الراقي في التعامل معي

اقرأ المزيد: جورج وسوف.. يوقف احتفالاً أقامه لفوز “الأسد” في اللاذقيّة

أذكر لك هذه الوقائع وأكتب لك هذه الكلمات ياأستاذ زهير لكي أوقظك لا لكي أجرحك أو أنال منك فقد قلتها أكثر من مرة أني أعاني من فوبيا الكراسي والمناصب ولن أكون منافساً لك أو لغيرك في يوم من الأيام لا في النقابة ولا في اي مكان آخر ، لكن ولأنني لازلت أحفظ حق الزمالة والصداقة التي جمعتنا لسنوات طويلة أتمنى من كل قلبي أن تصلك رسالتي وأن تقرأها بهدوء وتمعّن وأن تضع نصب عينيك حقيقة أن هذا المنصب لن يدوم لأنه وببساطة شديدة لم يدم لأحد غيرك مِن قبل، وأيضاً لكي تعلم أن رصيدك عند الآخرين من الحب والإحترام لايمكن لزهير النقيب المقيّد والمُزنجَر بالقوانين الصمّاء الجامدة أن يحافظ عليه، لكني على ثقة أن زهير الإنسان، زهير الفنان سينجح في ذلك !!!!

ميديانا – وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى