مجتمع

فقدان أخر سقا في مصر يثير حالة من الحزن والتعاطف

توفى عم عبد الحميد، السقا الأخير في مصر، ما أحدث موجة كبيرة من الحزن والحنين على منصات التواصل الاجتماعي. وأفاد موقع “القاهرة 24” بأنه تواصل مع ابنه رجب عبد الحميد بكر الذي أكد وفاة والده يوم السبت، وأقيمت صلاة الجنازة عليه قبل أن يتم دفنه في منفلوط بمحافظة أسيوط، إحدى مدن صعيد مصر.

عم عبد الحميد، الذي وُلد في أسيوط عام 1950 وترك خلفه سبعة أبناء، ورث مهنته كسقا عن جده الذي اختاره بعناية ليتولى المسؤولية بعد وفاته. بدأت القصة عندما رفض والد المرحوم في البداية أن يتبع ابنه نفس المهنة، ولكن الشاب أصر على قراره وصنع قربة خاصة من جلد الماعز، لأنها تحافظ بشكل رائع على برودة الماء لفترة طويلة.

اقرأ أيضاً: فستان من النقود يشعل الجدل في مصر: إبداع فريد أم محاولة للاجتذاب

كان عم عبد الحميد السقا يستيقظ في الفجر لأداء صلاة الفجر ثم يملأ قربته ويمزجها مع ماء الورد، ثم يتجول ليروي الناس ويرويهم بالماء. وقد ظهر في العديد من المقابلات الصحفية والتلفزيونية، واشتهر بجلبابه الأخضر وقربته المميزة، إلى جانب ترديده المستمر للمدائح على النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.

خبر وفاته أثار حزن وأسى في قلوب مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، حيث قدموا التعازي والدعاء لروحه، وذكروا عنه أشياء جميلة، وانتهت معه ورحلت مهنة السقا التي كان عم عبد الحميد يمثلها. إذ كان يُعتبر آخر سقا في مصر، وكانت شهرته تتجاوز الحدود المحلية، حيث اشتهر بمهنته وقصته الفريدة. وبهذا الرحيل، ينتهي تراثه وتاريخه المرتبط بمهنة السقا في البلاد.

اقرأ أيضاً: السعودية واليونان ومصر تنسحب من تنظيم كأس العالم

رحيل عم عبد الحميد يُعد فقدانًا كبيرًا لموروث ثقافي وتقليدي يعود لعدة أجيال في مصر. وقد تعاطف الناس معه وتأثروا بقصته الملهمة، فهو رمز للكفاح والتمسك بالتقاليد القديمة في وجه التغيرات الحديثة.

على منصات التواصل الاجتماعي، تداول الناس ذكرياتهم مع عم عبد الحميد ومهنته الفريدة، وأبدوا حزنهم العميق على فقدانه. كما أشادوا بالتفاني والإخلاص الذي أظهره على مدار سنوات طويلة في خدمة المجتمع وتلبية احتياجات الناس من الماء.

بهذا الرحيل، نودع عم عبد الحميد ونشكره على إسهاماته الكبيرة وعطائه اللافت في مجال السقا. وستظل قصته حاضرة في قلوب الناس كذكرى لرجل عاش بكل تفانٍ وعشق مهنته، وترك بصمة قوية في تاريخ مصر وثقافتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى