اخبار

ظاهرة تجارة القبور في ريف دمشق: انتشار مقلق وتفاقم لمشكلة ندرة القبور

تجارة القبور في ريف دمشق تشهد انتشارًا مقلقًا وتفاقمًا لمشكلة نقص القبور وندرتها. يواجه أهالي المناطق الريفية في دمشق صعوبات في إيجاد قبور لدفن أحبائهم، مما يدفع بعض الأشخاص إلى استغلال الحالة والتعامل في سوق سوداء للقبور. يعتمد تجار القبور الجدد على طرق سرية لدفن الجثامين في ساعات متأخرة من الليل وبحضور محدود لأفراد أسر المتوفى.

نظرًا لندرة القبور في ريف دمشق وتعقيد إجراءات نقل الملكية، اضطر بعض الأشخاص إلى اتباع هذه الآلية غير القانونية. يتقاضى أصحاب هذه العملية مبالغ مالية تتراوح بين 500 إلى 700 ألف ليرة سورية لإتمام عملية الدفن، ويشترطون عدم تغيير الشاهدة القديمة التي تحمل اسم العائلة المالكة للقبور.

اقرأ أيضاً: نهى العمروسي.. لا أؤمن بعذاب القبر

من الناحية القانونية، تشير المصادر الرسمية في محافظة ريف دمشق إلى أن المسؤولية عن تأمين القبور تقع على الوحدات الإدارية المحلية، وفقًا للمرسوم رقم 858 لعام 1946. وتوجد مكاتب دفن في محافظة دمشق تتولى تنظيم القبور ومنحها لأهل المتوفين ونقل الملكية بطريقة قانونية. ومع ذلك، في ريف دمشق لا يوجد مكتب للدفن، وبالتالي تقع المسؤولية على الوحدات الإدارية المحلية لتأمين القبور.

تشهد هذه المنطقة حالات دفن لمتوفين في قبور ليست لهم وفوق أشخاص توفوا منذ فترة طويلة، نظرًا لصعوبة الحصول على مكان للدفن. في حال تواجد أي ملاحظات من قبل الأهالي حول نبش قبور أقاربهم، ينصح المصدر بالتواصل مع الوحدة الإدارية المحلية التابعة للمنطقة التي يعيشون فيها للإبلاغ عن الواقعة ومراقبتها ووضع حد لها.

اقرأ أيضاً: بيكيه في طريقه لبناء فندقاً على أرض مقبرة إسلامية

ومن الجدير بالذكر أنه في العام 2017، بدأت محافظة دمشق في إصدار تراخيص لبناء قبور ذات ثلاثة طوابق نظرًا لندرة وارتفاع أسعار القبور. هذا الإجراء كان يهدف إلى تسهيل عملية الدفن وتوفير المزيد من المساحة للقبور.

بشكل عام، تعكس هذه المشكلة الحالة الصعبة التي يعيشها سكان ريف دمشق فيما يتعلق بنقص القبور وعدم توفر مقابر كافية. ينبغي أن تتخذ السلطات المحلية والجهات المعنية إجراءات فورية لحل هذه المشكلة وضمان توفر قبور كافية ومنظمة لدفن المتوفين، مع تشديد الرقابة على السوق السوداء للقبور وملاحقة المخالفين للقوانين.

بالاهتمام بتلك النقاط الهامة وتوفير بيئة دفن مناسبة ومنظمة، يمكن تخفيف حالة الازدحام على القبور ومنع انتشار ظاهرة تجارة القبور غير الشرعية في ريف دمشق.

المصدر: أثر برس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى