مجتمع

اكتشاف مدهش: دولة عربية تجد كنزًا ذهبيًا يعود للعصر الأموي بين أنقاض مبنى تاريخي بفضل صدفة غير متوقعة

اكتشاف كنز ذهبي يرجع للعصر الأموي تحت أنقاض مبنى تاريخي في دولة عربية بفضل صدفة غير متوقعة. الكنز عبارة عن هدية لعيد الأنوار تعود تاريخها لأكثر من 1300 عام، ويتألف من أكثر من 230 عملة ذهبية. تم العثور على الكنز في يوم الأحد، 21 ديسمبر 2008، أثناء أعمال التنقيب الأثرية التي قامت بها سلطة الآثار في منطقة موقف السيارات “جفعاتي – גבעתي” في مدينة داهد، الملاصقة لأسوار مدينة القدس. تتم إدارة هذه الحفريات بالتعاون بين سلطة الآثار وسلطة الحدائق الوطنية، وتتم تمويلها من قبل جمعية “ألعاد”.

منذ بدء التنقيبات في الموقع قبل عامين، لم يتوقف إثراء المعرفة الأثرية للباحثين وزيادة معلوماتنا عن تاريخ المدينة. في هذه الأيام، يتم الكشف عن آثار مبنى ضخم جدًا يعود تاريخه إلى القرن السابع الميلادي، في نهاية الفترة البيزنطية وبداية الفترة الأموية. تم العثور على كنز من العملات في بقايا المبنى، ويتضمن 264 عملة ذهبية.

وفقًا لتصريحات الدكتور دورون بن عامي ويانا تشحانوفيتش، مديري التنقيبات في الموقع من قبل سلطة الآثار، يُعتقد أن الكنز كان مخبأً في إحدى التجاويف أو داخل الحائط. ويُعتقد أنه بعد انهيار المبنى، تراكمت العملكمات بين بقايا المبنى. يُعتبر هذا الكنز واحدًا من أكبر الكنوز المكتشفة من حيث الكمية والأهمية التاريخية في القدس، خاصةً في تلك الفترة الزمنية.

يجدر بالذكر أن الكنز الذهبي الوحيد الذي تم العثور عليه في القدس يعود إلى الفترة البيزنطية، ويتكون من خمس عملات نقدية فقط. تحمل جميع هذه العملات صورة القيصر “هيراكليوس” (610-614 ميلادي). خلال حكم القيصر هيراكليوس، تم صك العديد من العملات، ولكن العملات التي تم العثور عليها في مدينة داهد في القدس تنتمي إلى نوع واحد معروف جيدًا، حيث تحمل صورة القيصر في الجهة الأمامية ورمز الصليب في الجهة الخلفية. تم صك هذه العملات النقدية في الأيام الأولى من حكم القيصر، بين عامي 610 و613 ميلادي، أي قبل سنة واحدة من استيلاء الفرس على القدس في عام 614 ميلادي.

خلال الحفريات الأثرية، انتابت العاملين فرحة وبهجة عند العثور على العملة النقدية الأولى. وكان من الصعب وصف ردود الفعل عندما بدأت العشرات من العملات النقدية في الظهور. هذه الكمية الهائلة من العملات كانت موجودة هناك لأكثر من 1300 عام قبل أن يتم اكتشافها مرة أخرى بواسطة باحثي الآثار المندهشين من هذا الاكتشاف المذهل.

وبالرغم من أن الكنز يُعتبر واحدًا من المكتشفات النادرة في الحفريات الأثرية، تم العثور على قطعة حلي مصنوعة من الذهب ومزخرفة بالأحجار الكريمة في نفس الموقع قبل أيام.تعد هذه القطعة من الحلي مذهلة بسبب الشكل الذي تحفظت به حتى اليوم.

اقرأ المزيد: شاب يعثر على كنز من الذهب الخالص

تبقى الأسئلة المحيرة حول المبنى الذي تم العثور فيه على تلك العملات النقدية. من هو صاحبه ومالكه؟ وما هي الأسباب التي أدت إلى دماره؟ وهل يمكن ربط خراب المبنى بتاريخ تلك العملات النقدية؟ تظل الحفريات الأثرية في هذا المبنى في مراحلها الأولى، ويتطلع باحثو الآثار لجمع المزيد من المعلومات في المستقبل القريب التي قد تساعدهم على الوصول إلى الإجابات المطلوبة.

تعد هذه الاكتشافات الأثرية المذهلة فرصة لنمذجة التاريخ وتوثيق حضارات الماضي. تعزز قيمة الأبحاث الأثرية في فهمنا لتطور الحضارة الإنسانية وتراثنا الثقافي. كما تبرز أهمية الحفائر والتنقيبات الأثرية في المحافظة على التراث العالمي والمساهمة في الإثراء الثقافي للمجتمع.

تحظى السلطات الآثارية والجهات المعنية بدور حيوي في تنظيم ودعم هذه الحفائر والحفاظ على المواقع التاريخية. بفضل جهودهم، يمكننا تعميق فهمنا للتاريخ واستكشاف ماضينا الغني بالتراث والثقافة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى